على مدى السنوات الثلاثين
الماضية، ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت من بضعة ملايين إلى 5,3 مليار مستخدم. ومع
ذلك، فإن إمكانات الإنترنت لتحقيق الصالح الاجتماعي والاقتصادي لا تزال غير
مستغلة: ثلث البشرية لا يزال غير موصول بالإنترنت، ولا يتمتع العديد من المستخدمين
سوى بالتوصيلية الأساسية. ولا تزال هناك فجوات رقمية متعددة عبر البلدان وداخلها،
وبين الرجال والنساء، وبين الشباب وكبار السن، وبين المدن والمناطق الريفية، وبين
أولئك الذين يتمتعون بتوصيل بالألياف البصرية وأولئك الذين يعانون من توصيل
متقطع بشبكات الجيل الثالث.
وفي هذا السياق، جعل الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) التوصيلية الشاملة والهادفة هدفاً استراتيجياً. فتوصيل الجميع - أو ما يسمى التوصيلية الشاملة - لن يكون كافياً للوفاء بوعد التوصيلية بتحقيق التقدم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. وعلى العكس من ذلك، فإن التوصيلية الشاملة والهادفة هي مستوى من التوصيلية يمكّن المستعملين من خوض تجربة إلكترونية آمنة ومثرية ومثمرة وبأسعار معقولة. وتعتبر التوصيلية الشاملة والهادفة شرطاً ضرورياً لبناء مجتمع مزدهر وشامل للجميع. وبالنظر إلى دور التوصيلية المحفز للتنمية، فإن هذا سيساهم بشكل غير مباشر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي عام 2022، بعد العمل مع
فريق عمل متعدد أصحاب المصلحة يضم نحو 40 ممثلاً لمجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة،
تم وضع مجموعة
من الغايات الطموحة لعام
2030 للمساعدة في تحديد أولويات التدخلات ورصد التقدم المحرز وتقييم فعالية
السياسات وحشد الجهود حول تحقيق التوصيلية الشاملة والهادفة بحلول نهاية العقد.
ويدعم الاتحاد الأوروبي هذا التغيير في تركيز السياسات من مجرد "التوصيل" إلى "التوصيلية الشاملة والهادفة".
ويشجع الاتحاد الأوروبي
البلدان على تكييف استراتيجيتها بحيث تنتقل من التركيز الضيق على البنية
التحتية إلى نهج كلي يشمل أيضاً العناصر التمكينية الأخرى للتوصيلية
الهادفة: الجودة ويسر التكلفة والمهارات والأمن. ومن خلال قياس مؤشرات التوصيلية
الشاملة والهادفة، يمكن لواضعي السياسات والمنظمات الحصول على فهم أفضل للتحديات
والفرص التي ينظوي عليها بناء مستقبل رقمي أكثر إنصافاً واستدامة للجميع.
وتتعلق المؤشرات
والغايات ذات الصلة بما يلي: الغايات المتعلقة بالعالمية،
مثل النسبة المئوية من الشركات والمدارس التي تستخدم الإنترنت أو النسبة
المئوية من السكان الذين يتمتعون بالمهارات الرقمية الأساسية، والغايات المتعلقة بالتكنولوجيا، مثل سرعات التوصيل
والسعات المسموح بها من البيانات، والغايات المتعلقة بيسر التكلفة،
مثل تكاليف الاشتراك في النطاق العريض.
ويعزز هذا التركيز على
التوصيلية الشاملة والهادفة استراتيجية المفوضية الأوروبية بشأن البوابة
العالمية التي تهدف إلى تعزيز
الربط بين أوروبا والعالم ومساعدة البلدان الشريكة في التصدي للفجوة الرقمية
وتطوير اقتصاد رقمي مستدام.
وبناءً على هذا العمل
الأساسي، اشترك الاتحاد الدولي للاتصالات والمفوضية الأوروبية في تصميم مشروع "تعزيز وقياس التوصيلية الرقمية الشاملة
والهادفة". وسيبدأ المشروع في أوائل عام 2023 وسيستمر حتى عام 2026، بميزانية
إجمالية قدرها 3 ملايين يورو.
وسيعمل المشروع على تتبع
التقدم المحرز في تحقيق غايات التوصيلية الشاملة والهادفة والإبلاغ عنه، وسيعزز
أيضاً القدرة الإحصائية للبلدان لقياس الجوانب المتعددة للتوصيلية الشاملة
والهادفة على نحو أسرع وأدق وأكثر تفصيلاً. وسيحدد المشروع الممارسات الجيدة
والتوصيات السياساتية لتسريع التقدم نحو تحقيق التوصيلية الشاملة والهادفة.
وستكون هذه
الصفحة بمثابة منصة واحدة لجميع المسائل المتعلقة بالتوصيلية الشاملة
والهادفة. وستتضمن كل ما يرتبط بها من منشورات ومقالات ورسوم بيانية
وفيديوهات ومحتويات لوسائل التواصل الاجتماعي ومبادئ توجيهية منهجية ومواعيد
للأحداث. أضف هذه الصفحة إلى الصفحات المفضلة لديك وواظب على زيارتها.
Targets for universal and meaningful connectivity
يستفيد هذا المشروع من التمويل السخي للاتحاد الأوروبي.
|
| |