يُعَدُّ الذكاء الاصطناعي من بين القضايا الرئيسية التي تنظر فيها الجمعية العالمية لتقييس الاتصالات لعام 2024 (WTSA-24) فيما تستعد فيه لأسبوعها الثاني في نيودلهي، الهند.
وستحدد الجمعية WTSA-24، الآن وهي في منتصف أعمالها، مسار العمل في السنوات الأربع المقبلة من أجل وضع المعايير للاتحاد الدولي للاتصالات (الاتحاد).
والجمعية العالمية لتقييس الاتصالات هي المؤتمر الناظم لعمل التقييس الذي يضطلع به الاتحاد، وهو وكالة الأمم المتحدة المعنية بالتكنولوجيات الرقمية.
وإلى جانب مراجعة الولايات المُناطة بأفرقة الخبراء، ينظر المؤتمر في أولويات العمل المتعلق بوضع المعايير بشأن مواضيع مستمدَّة من الذكاء الاصطناعي والميتافيرس إلى تكنولوجيات المعلومات الكمومية والبنية التحتية العامة الرقمية إذ يستمر حتى 24 أكتوبر.
العمل على الأولويات العالمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي
يوفر الاتفاق الرقمي العالمي، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، إطاراً للبلدان ودوائر الصناعة لضمان استفادة البشرية جمعاء من الذكاء الاصطناعي.
ويشدد هذا الإطار على الحاجة إلى معايير شاملة ومؤثرة للذكاء الاصطناعي. وأطلقت مجموعة العشرين والهيئة الاستشارية الرفيعة المستوى للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالذكاء الاصطناعي نداءات مماثلة.
وقالت الأمينة العامة للاتحاد دورين بوغدان-مارتن: "يمكن أن تبنيَ معايير الذكاء الاصطناعي الثقة والسلامة وتكافؤ الفرص من أجل الابتكار للناس في جميع أنحاء الهند والمنطقة وحول العالم. وتتمثل الحاجة في الوقت الحاضر في تحويل مبادئ شاملة إلى معايير واضحة وقابلة للتنفيذ تضمن أن يعمل الذكاء الاصطناعي لصالح الجميع- بمسؤولية وإنصاف."
ونشر الاتحاد بالفعل أكثر من 100 معيار بشأن الذكاء الاصطناعي. وهناك أكثر من 150 معياراً آخرَ قيد الإعداد.
وتدعم معايير الاتحاد تطبيقات الذكاء الاصطناعي الجديدة في تنسيق الشبكات وتشفير الوسائط المتعددة، وتعمل على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة والتكلفة في الشبكات ومراكز البيانات. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل على تضخيم الاختراقات المُتاحة بالذكاء الاصطناعي في مجالات العمل المناخي والزراعة ومواجهة الكوارث والرعاية الصحية والسلامة على الطرق.
وقال سيزو أونوي، مدير مكتب تقييس الاتصالات في الاتحاد: "تُنشئ التكنولوجيات الجديدة وصلات جديدة بين جميع دوائر الصناعة. ويسرّع الذكاء الاصطناعي هذا الاتجاه كثيراً، مما يسلط الضوء على سبب استثمار الاتحاد في بناء الجسور بين مختلف مجالات الخبرة."
الشركاء منذ فترة طويلة يعملون على معايير الذكاء الاصطناعي
اختتمت القمة الدولية الأولى لمعايير الذكاء الاصطناعي- التي تهدف إلى تسريع وضع معايير مسؤولة وآمنة وشاملة للذكاء الاصطناعي- الأسبوع الأول من أنشطة الجمعية العالمية لتقييس الاتصالات لعام 24 مع نشاط الذكاء الاصطناعي من أجل تأثير جيد في الهند، وأطلقت سلسلة جديدة من أحداث الذكاء الاصطناعي الإقليمية من أجل الصالح العام.
وقمة المعايير هي من تنظيم كبار مطوري المعايير الدولية، والاتحاد الدولي للاتصالات، والمنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO)، واللجنة الكهرتقنية الدولية (IEC).
ويقود الاتحاد الدولي للاتصالات والمنظمة الدولية للتوحيد القياسي واللجنة الكهرتقنية الدولية تعاوناً جديداً بشأن معايير أصالة الذكاء الاصطناعي والوسائط المتعددة، بما في ذلك العلامة المائية للذكاء الاصطناعي وكشف التزييف العميق. وترحب المبادرة، التي أُعلن عنها في مايو أثناء انعقاد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق الصالح العام لهذا العام، بجميع هيئات وضع المعايير التي تتصدى لهذا التحدي الرئيسي.
وبالإضافة إلى ذلك، تتعاون المنظمات الثلاث في إعداد قاعدة بيانات عن معايير الذكاء الاصطناعي دعماً لوضع وتنفيذ معايير متماسكة بشأن الذكاء الاصطناعي، وهي أولوية رئيسية لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالتكنولوجيا، أمانديب سينغ جيل.
توسيع نطاق حملة تنمية قدرات الذكاء الاصطناعي
يدعو المجتمع الجديد لقادة الذكاء الاصطناعي الشباب الذي أُعلِن عنه اليوم في نشاط الذكاء الاصطناعي من أجل تأثير جيد في الهند خبراء الذكاء الاصطناعي تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً لقيادة استحداث ستة مراكز إقليمية للمجتمع.
وهذا المجتمع هو أحدث إضافة إلى مبادرة الذكاء الاصطناعي من أجل التأثير الجيد التي أطلقها الاتحاد، بعد إطلاق تحالف جديد لمهارات الذكاء الاصطناعي الشهر الماضي. وتشمل البرامج الرئيسية للمبادرة أيضاً التحديات العالمية أمام الذكاء الاصطناعي ومصنع الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة وبرنامج تسريع الشركات الناشئة التابع له.
ويوم الخميس، استضاف تحدي الروبوتيات من أجل تحقيق المصلحة العامة للشباب للمبتكرين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاماً نهائيات بطولة الهند، وهي الأولى من بين 25 بطولة وطنية تتوج بكأس عالم في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام لسنة 2025.
وأصدر الاتحاد اليوم أيضاً تقرير الذكاء الاصطناعي من أجل تأثير جيد، والذي يسلط الضوء على الاتجاهات العالمية في مجال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والإدارة وتنمية المهارات. ويركز التقرير، الذي أعد بالشراكة مع شركة ديلويت، على الكيفية التي يمكن بها أن يدفع الذكاء الاصطناعي عجلة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 للأمم المتحدة.
###
مصادر إضافية:
نبذة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)
الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) هو وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، التي تقود عجلة الابتكار في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات جنباً إلى جنب مع 194 دولة عضواً وعضوية تضم ما يزيد على 1 000 كيان من الشركات والجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية. والاتحاد الذي أُنشئ في عام 1865 هو الهيئة الحكومية الدولية المسؤولة عن تنسيق الاستعمال العالمي المشترك لطيف الترددات الراديوية وتعزيز التعاون الدولي في تخصيص المدارات الساتلية وتحسين البنية التحتية للاتصالات في العالم النامي ووضع معايير عالمية لكفالة التوصيل البيني السلس لمجموعة ضخمة من أنظمة الاتصالات. ويلتزم الاتحاد بتوصيل العالم: من الشبكات عريضة النطاق إلى أحدث التكنولوجيات اللاسلكية، ومن ملاحة الطيران والملاحة البحرية إلى علم الفلك الراديوي ورصد الأرض من خلال السواتل والرادارات الأوقيانوغرافية فضلاً عن التقارب في خدمات الهاتف الثابت والمتنقل، وتكنولوجيات الإنترنت والإذاعة. تعرَّف على المزيد: www.itu.int.