التزام بتوصيل العالم

WTISD

نشرة صحفية

الإنترنت أيسر تكلفة وأكثر انتشاراً، لكن أفقر الناس في العالم ما زالوا محرومين من فرص النفاذ إليها

يوفر تقرير الاتحاد المعنون "حقائق وأرقام لعام 2022 " أحدث المعلومات عن التوصيلية العالمية في ظل الركود الاقتصادي.




جنيف, 30 نوفمبر 2022
  • انخفض متوسط السعر العالمي لخدمات النطاق العريض المتنقل من 1,9 في المائة إلى 1,5 في المائة من متوسط الدخل القومي الإجمالي (GNI) للفرد.
  • 63 في المائة فقط من النساء يستخدمن الإنترنت في عام 2022 مقارنةً بنسبة 69 في المائة من الرجال.
  • ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان العالم ممن تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات وما فوق يملكون الآن هاتفاً متنقلاً.
  • يمثل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً القوة الدافعة للتوصيلية، حيث أصبح 75 في المائة من الشباب في مختلف أنحاء العالم قادرين الآن على استخدام الإنترنت.

 انخفضت تكلفة خدمات الإنترنت في جميع أنحاء العالم في عام 2022، وفقاً للتقرير المعنون "حقائق وأرقام"، وهو الاستعراض السنوي العالمي بشأن حالة التوصيلية الرقمية الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU).

وأصبحت تكاليف الإنترنت أكثر يسراً في جميع مناطق العالم وضمن جميع فئات الدخل، استناداً إلى التقييم الصادر عن الاتحاد، وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT).

بيد أن التكلفة لا تزال تشكل عقبة كبيرة أمام النفاذ إلى الإنترنت ولا سيما في الاقتصادات منخفضة الدخل. ويمكن للوضع الاقتصادي العالمي الحالي - مع ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وحالة عدم اليقين العميقة - أن يزيد من التحدي المتمثل في توسيع نطاق النفاذ إلى الإنترنت في المناطق ذات الدخل المنخفض.

وقال هولين جاو، الأمين العام للاتحاد "قد تكون الإنترنت أكثر ميسورية إجمالاً، ولكن بالنسبة إلى مليارات الأشخاص حول العالم، فإنها بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى،" وأضاف قائلاً "نحن بحاجة إلى إبقاء القدرة على تحمل تكاليف الإنترنت تتحرك في الاتجاه الصحيح حتى مع انتشار الركود العالمي بشكل أعمق في الآفاق الاقتصادية للعديد من البلدان."

وتتضمن سلسلة حقائق وأرقام الاتحاد تقديرات لمؤشرات التوصيلية الرئيسية للعالم والمناطق ومجموعات قُطرية مختارة. ويوفر التقييم سياق الفجوة الرقمية المتطورة مع استعراض التقدم المحرز نحو سدها.

وفي وقت سابق من هذا العام، أفاد الاتحاد بأن 2,7 مليار شخص – أو ما يقرب من ثلث سكان العالم – لا يزالون غير موصولين بالإنترنت. ويمثل هذا الرقم تحسناً عن عام 2021 ولكنه كشف عن استقرار مكاسب التوصيلية القوية التي تحققت خلال بداية جائحة كوفيد-19 وذروتها.

وقالت دورين بوغدان-مارتن، مديرة مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد والأمينة العامة المنتخبة للاتحاد "إن النفاذ إلى الإنترنت آخذ في الازدياد، ولكن ليس بالسرعة والتساوي المطلوبين في مختلف أنحاء العالم" وأردفت قائلةً "لا يزال الكثير من الناس يعيشون في ظل الظلام الرقمي. ويتمثل التحدي الذي نواجهه في تخصيص الموارد التي من شأنها أن تتيح للجميع الاستفادة بطريقة مجدية من التوصيلية."

الأسعار منخفضة، ولكن لا تزال مرتفعة للغاية بالنسبة للكثير من الناس

وفقاً للتقرير "حقائق وأرقام لعام 2022"، انخفض متوسط السعر العالمي لخدمات النطاق العريض المتنقل من 1,9 في المائة إلى 1,5 في المائة من متوسط الدخل القومي الإجمالي (GNI) للفرد. ويتيح النطاق العريض المتنقل للمستعملين النفاذ إلى الإنترنت من هاتف ذكي. وأصبحت القدرة على تحمل تكاليف هذه الخدمة معياراً لاستخدام الإنترنت على الصعيد العالمي، إذ توفر نفاذاً غير مكلف نسبياً مقارنةً بخدمة الإنترنت الثابتة.

ومع ذلك، لا تزال تكلفة خدمات النطاق العريض الثابت أو المتنقل مرتفعة للغاية بالنسبة للمستهلك العادي في معظم الاقتصادات منخفضة الدخل.

واتضح أن خطة البيانات المتنقلة الأساسية في هذه البلدان تكلف في المتوسط نسبة 9 في المائة من متوسط الدخل. ويمثل هذا انخفاضاً طفيفاً عن عام 2021، ولكنه يظل أعلى عدة مرات من تكلفة الخدمات المماثلة في البلدان مرتفعة الدخل. والنتيجة هي أن أولئك الذين هم أقل قدرة على تحمل تكاليف خدمة النطاق العريض - والذين يمكنهم الاستفادة منها أكثر - يدفعون أعلى المبالغ من حيث القيمة النسبية.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن الاتحاد ومكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالتكنولوجيا عن أهداف طموحة لتحقيق التوصيلية الرقمية الشاملة والهادفة بحلول عام 2030. وحُددت القدرة على تحمل التكاليف، التي تُعرّف بأنها توافر النفاذ عريض النطاق بأسعار تقل عن 2 في المائة من نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي الشهري، كأولوية لضمان استفادة الجميع استفادة كاملة من التوصيلية.

ومن بين الاقتصادات التي تتوفر بشأنها بيانات عن عامي 2021 و2022، حقق المزيد من البلدان هدف ميسورية التكلفة البالغ 2 في المائة في عام 2022 في مختلف أنواع الخدمات.

الفجوة بين الجنسين ضمن الفجوة الرقمية

على الرغم من أن النساء يمثلن ما يقرب من نصف سكان العالم، يقل عدد النساء اللاتي يتمتعن بالنفاذ إلى الإنترنت عن الرجال بمقدار 259 مليوناً. ووفقاً للتقرير "حقائق وأرقام لعام 2022"، لا يستخدم سوى ثلاثة وستين في المائة من النساء الإنترنت في عام 2022 مقارنةً بنسبة 69 في المائة من الرجال. وتعد الفجوة بين الجنسين أكثر إثارة للقلق في البلدان ذات الدخل المنخفض حيث تستعمل 21 في المائة من النساء الإنترنت مقارنةً بنسبة 32 في المائة من الرجال، ولم يشهد هذا الرقم تحسناً منذ عام 2019.

وإجمالاً، اقترب العالم أكثر فأكثر من تحقيق التكافؤ بين الجنسين على مدى السنوات الثلاث الماضية. ويعتبر أن التكافؤ بين الجنسين قد تحقق عندما تبلغ النسبة المئوية للإناث من مستخدمي الإنترنت مقسومةً على النسبة المئوية من الذكور، قيمة تتراوح بين 0,98 و1,02. وقد تحسنت درجة التكافؤ بين الجنسين من 0,90 في عام 2019 إلى 0,92 في عام 2022.

وعموماً، فإن المناطق التي لديها أعلى استخدام للإنترنت، تسجل أيضاً أعلى درجات التكافؤ بين الجنسين. وعلى العكس من ذلك، فإن العديد من الاقتصادات الأقل نمواً والضعيفة في العالم تتسم باستعمال منخفض للإنترنت، وبانخفاض درجة التكافؤ بين الجنسين، وبتقدم محدود نحو تحقيق التكافؤ بين الجنسين على مدى السنوات الثلاث الماضية.

استمرار تزايد ملكية الهاتف المتنقل

لأول مرة، يتضمن تقرير الاتحاد "حقائق وأرقام" تقديرات عالمية وإقليمية بشأن ملكية الهواتف المتنقلة، ويكشف أن ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات وأكثر يملكون هاتفاً متنقلاً في عام 2022. فالهواتف المتنقلة هي البوابة الأكثر شيوعاً لاستعمال الإنترنت، كما أن نسبة الملكية بمثابة مؤشر على تيسر الإنترنت والنفاذ إليها.

غير أن ملكية الهواتف المتنقلة تظل أعلى من استخدام الإنترنت، ولا سيما في البلدان منخفضة الدخل. ويمكن أن يكون الاعتماد على الخدمة الخلوية المتنقلة مؤشراً آخر على تأثير التكاليف، حيث إن الأسعار الإجمالية للخدمة الخلوية حصراً أقل تكلفة من النطاق العريض.

مستعلمو الإنترنت الشباب يجتازون عتبة رقمية

وفقاً للتقرير "حقائق وأرقام لعام 2022"، فإن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً هم القوة الدافعة للتوصيلية، حيث أصبح بإمكان 75 في المائة من الشباب في العالم الآن استعمال الإنترنت، مقارنةً بنسبة 72 في المائة في عام 2021. ويُقدَّر الاستخدام بين بقية السكان بنسبة 56 في المائة.

والعالمية، التي تُعرّف بإمكانية استخدام الإنترنت بنسبة أعلى من 95 في المائة، تم الوصول إليها بالفعل بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً في الاقتصادات ذات الدخل المرتفع والدخل المتوسط المرتفع. وتمثل الاقتصادات ذات الدخل المنخفض أكبر فجوة بين الأجيال حيث يستعمل 39 في المائة من الشباب الإنترنت، مقارنةً بنسبة 23 في المائة فقط من باقي السكان.

ومن بين النتائج الأخرى التي توصل إليها التقرير "حقائق وأرقام لعام 2022"، استمرار اشتراكات النطاق العريض المتنقل في النمو بسرعة واقترابها من معدلات الاشتراك في الاتصالات الخلوية المتنقلة التي تميل إلى الاستقرار. وكذلك، فإن اشتراكات النطاق العريض الثابت ما زالت تنمو باطراد، لكن المهارات الرقمية المنخفضة لا تزال تشكل عقبة تحول دون إدراك الأفراد لفوائد استعمال الإنترنت بشكل تام، فضلاً عن الحد من قدرتهم على تجنب مخاطرها.

وسيصدر في عام 2023 تحليل عالمي وإقليمي وقُطري مفصل لخمس خطط أسعار يتابعها الاتحاد، فضلاً عن مجموعة البيانات الكاملة على المستوى القُطري لعام 2022 بشأن أسعار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.​


نبذة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)
الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) هو وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مسائل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (ICT)، التي تقود عجلة الابتكار في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات جنباً إلى جنب مع 193 دولة عضواً وعضوية تضم ما يزيد على 900 كيان من الشركات والجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية. والاتحاد الذي أُنشئ منذ أكثر من 150 عاماً هو الهيئة الحكومية الدولية المسؤولة عن تنسيق الاستعمال العالمي المشترك لطيف الترددات الراديوية وتعزيز التعاون الدولي في تخصيص المدارات الساتلية وتحسين البنية التحتية للاتصالات في العالم النامي ووضع معايير عالمية لكفالة التوصيل البيني السلس لمجموعة واسعة من أنظمة الاتصالات. ويلتزم الاتحاد بتوصيل العالم: من الشبكات عريضة النطاق إلى أحدث التكنولوجيات اللاسلكية، ومن ملاحة الطيران والملاحة البحرية إلى علم الفلك الراديوي ورصد الأرض من خلال السواتل والرادارات الأوقيانوغرافية فضلاً عن التقارب في خدمات الهاتف الثابت والمتنقل، وتكنولوجيات الإنترنت والإذاعة. ولمزيد من المعلومات، زوروا www.itu.int.​