38 من 150 شركة تكنولوجيا رائدة في العالم تسير على المسار الصحيح لتصبح محايدة كربونياً بحلول عام 2030، ويهدف عدد منها لأن تغدو سالبةً كربونياً بعد فترة وجيزة، وفقاً لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) وتحالف المقارنة المرجعية العالمي (WBA).
والتقرير الجديد المعنون، جعل الشركات الرقمية مراعية للبيئة: مراقبة الالتزامات المتعلقة بالانبعاثات والمناخ، يوثق انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (GHG) واستخدام الطاقة لدى 150 من شركات التكنولوجيا الرائدة في العالم.
وتسعى الدراسة لتمكين شركات التكنولوجيا من تبني أفضل الممارسات، وتسريع الحد من الانبعاثات، ومراعاة البيئة للتخلص من ثاني أكسيد الكربون (CO2) ومخرجات غازات الاحتباس الحراري الأخرى من عملياتها.
ويؤكد التقرير أن الشركات الرقمية الأخرى إذا قامت بمحاكاة تلك الشركات الرائدة حالياً في السعي لتحقيق الحياد الكربوني، يمكنها أن تجعل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) أحد أكثر قطاعات الاقتصاد العالمي مراعاةً للبيئة.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات هولين جاو: "تعد شركات التكنولوجيا جزءاً أساسياً من الاقتصاد العالمي". وترسم هذه الدراسة الجديدة خارطة طريق لدفع هذه الشركات كلها نحو صافي انبعاثات صفري. وهذا هو السبيل لضمان أن يؤدي التحول الرقمي اليوم إلى تسريع العمل المناخي - والقيام بذلك قبل فوات الأوان".
جزء من الحل
بلغت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التشغيلية الصادرة عن 150 شركة تلك، 239 مليون طن في عام 2020، أي ما يعادل 0,8 في المائة من الإجمالي العالمي. ومع ذلك، فإن الشركات الرقمية - التي تُعرف بأنها تلك التي تنتج وتبيع معدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتشغل شبكات الاتصالات، وتقدم البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات الأخرى، بما في ذلك مراكز البيانات والحوسبة السحابية - أصبحت أيضاً بارزة في السباق لإزالة الانبعاثات الضارة.
وقال غيربراند هافركامب، المدير التنفيذي في تحالف المقارنة المرجعية العالمي (WBA): "إن الشركات الرقمية وطبيعتها المبتكرة هي محركات لا غنى عنها للتغيير من أجل بناء مستقبل ليس موصولاً بالتكنولوجيا فحسب، ولكنه أيضاً عادل ومستدام للناس وكوكب الأرض على السواء. ويقدم هذا التقرير شهادة على الدور البارز الممكن، بل الواجب، للشركات الرقمية في السباق لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاستثمار في الحلول المتوائمة مع اتفاق باريس. ونأمل أن يحفز هذا البحث الشركات نفسها على التعلم من أفضل الممارسات، وتقليل انبعاثاتها، وتحسين كفاءة استهلاكها للطاقة عبر جميع عملياتها".
تكثيف الاستجابة المناخية
تتصدر هذه الشركات الجهود العالمية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بدءاً من مشتريات الطاقة المتجددة والاستثمارات في التقاط الكربون ووصولاً إلى إصدار السندات المراعية للبيئة. إذ وجد التقرير أن الشركات الرقمية تمثل سَبعاً من أكبر عشر شركات مشترية للطاقة المتجددة في عام 2020، وهو ما يشكل قرابة نصف مشتريات الطاقة المتجددة على مستوى العالم في ذلك العام.
وتعد مصادر الطاقة المؤسسية عاملاً حاسماً إذ تعكف البلدان على خفض انبعاثاتها بموجب اتفاق باريس لعام 2015 الذي يسعى إلى قصر ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية على 1,5 درجة مئوية.
وقالت دورين بوغدان-مارتن، مديرة مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد: "ليس سراً أن زيادة استخدامنا للخدمات والشبكات والأجهزة التكنولوجية، تواكبها زيادة في استهلاك الطاقة وزيادة الانبعاثات. لكن التكنولوجيات الرقمية يمكن أن تكون جزءاً من الحل أيضاً. إذ يمكنها التصدي مباشرة للتحديات المتصلة بتغير المناخ، والمساعدة في توسيع نطاق أسواق الطاقة المتجددة، ودعم شبكات الطاقة الذكية والقياس الذكي للمباني، وبالطبع تمكين خفض الانبعاثات الناجمة عن عملنا بفضل حلول مثل المؤتمرات الفيديوية."
وإجمالاً، استهلكت 150 شركة تكنولوجيا شملتها الدراسة 425 تيراواط-ساعة من الكهرباء في عام 2020، أي حوالي 1,6 في المائة من الإجمالي العالمي. وكان حوالي ثلث هذا المجموع الكلي قابلاً للتجديد.
وفي كثير من الحالات، تشتري الشركات تعويضات طوعية للتعويض عن الانبعاثات التي لا مفر منها. ويمكن أن تدعم هذه التعويضات مشاريع مثل مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فضلاً عن تقديم مواقد الطهي المراعية للبيئة وخدمات الكهرباء الشمسية بنظام الدفع الفوري.
تحديات إمدادات الطاقة المتجددة
كثيراً ما تواجه البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تحديات في مجال الطاقة، بما في ذلك محدودية الانتفاع من الكهرباء أو الشبكات غير الموثوقة، مما يؤدي إلى الاعتماد المفرط على مجموعات المولدات العاملة بوقود الديزل الملوِّث. ولمواجهة هذه التحديات، تحتاج الحكومات إلى تهيئة ظروف مؤاتية لاستخدام الطاقة المتجددة.
وفي الوقت نفسه، لا تحصل شركات التكنولوجيا دائماً على الطاقة المتجددة التي تدفع ثمنها بسبب تصميم الشبكات الكهربائية. واستجابةً لذلك، تشاركت مجموعة من أصحاب المصلحة المتعددين من مشتري الطاقة وموردي الطاقة والحكومات والمستثمرين والمنظمات الأخرى "لتسريع إزالة الكربون عن شبكات الكهرباء من خلال اعتماد وتمكين وتطوير الطاقة الخالية من الكربون (CFE) على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع"، مما يعني تلبية كل كيلوواط-ساعة من استهلاك الكهرباء بمصادر كهرباء خالية من الكربون، كل ساعة من كل يوم، وفي كل مكان.
نبذة عن التقرير
إن تقرير جعل الشركات الرقمية مراعية للبيئة: مراقبة الالتزامات المتعلقة بالانبعاثات والمناخ يعتمد على بيانات المناخ التي تنشرها شركات التكنولوجيا نفسها لاكتشاف الرؤى وتقييم تطور الصناعة بحلول عام 2030 ومراجعة الأداء المناخي حسب الشركة والمنطقة وإبراز الممارسات المبتكرة لتقليص البصمة البيئية للقطاع.
ويشمل عمل الاتحاد الدولي للاتصالات بصفته وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وضع المعايير التقنية التي تقدم إرشادات بشأن تحقيق صافي انبعاثات صفري. ويشمل ذلك مساعدة البلدان وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تحقيق أهداف اتفاق باريس وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة.
وتحالف المقارنة المرجعية العالمي (WBA) هو منظمة غير ربحية تقيِّم وتصنف أداء الشركات الأكثر نفوذاً في العالم بدلالة أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. ومن بين المقاييس المرجعية المختلفة التي نشرتها هذه المنظمة، يقيِّم المقياس المرجعي للشمول الرقمي 150 من أكثر الشركات نفوذاً في العالم في مجال التكنولوجيا والاتصالات من خلال المقاييس القائمة على الأدلة بشأن الشمول الرقمي والتنمية المستدامة.
نبذة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)
الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) هو وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مسائل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (ICT)، التي تقود عجلة الابتكار في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات جنباً إلى جنب مع 193 دولة عضواً وعضوية تضم ما يزيد على 900 كيان من الشركات والجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية. والاتحاد الذي أُنشئ منذ أكثر من 150 عاماً هو الهيئة الحكومية الدولية المسؤولة عن تنسيق الاستعمال العالمي المشترك لطيف الترددات الراديوية وتعزيز التعاون الدولي في تخصيص المدارات الساتلية وتحسين البنية التحتية للاتصالات في العالم النامي ووضع معايير عالمية لكفالة التوصيل البيني السلس لمجموعة ضخمة من أنظمة الاتصالات. ويلتزم الاتحاد بتوصيل العالم: من الشبكات عريضة النطاق إلى أحدث التكنولوجيات اللاسلكية، ومن ملاحة الطيران والملاحة البحرية إلى علم الفلك الراديوي ورصد الأرض من خلال السواتل والرادارات الأوقيانوغرافية فضلاً عن التقارب في خدمات الهاتف الثابت والمتنقل، وتكنولوجيات الإنترنت والإذاعة. www.itu.int