اتخذ قادة من الحكومات ودوائر الصناعة والمجتمع العالمي للذكاء الاصطناعي خطوات جريئة نحو جعل الذكاء الاصطناعي أكثر شمولاً في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة، التي عُقدت في جنيف، سويسرا.

وعبرت سلسلة من الإجراءات والالتزامات والمبادرات الجديدة عن التنوع الشديد في وجهات النظر ورؤية الاتحاد الدولي للاتصالات - وكالة الأمم المتحدة المعنية بالتكنولوجيات الرقمية - لجعل الذكاء الاصطناعي يعمل لمصلحة الجميع.

وشدد الاتحاد، إلى جانب 40 شريكاً من الأمم المتحدة، على ضرورة إدراج جميع وجهات النظر، ولا سيما وجهات نظر البلدان النامية، في المناقشات المتعلقة بالمستقبل الرقمي العالمي.

وقالت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات، دورين بوغدان-مارتن: "يجب أن يعبر الجميع عن آرائهم في المناقشات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي". وقالت أيضاً: "في هذه اللحظة الحاسمة بالنسبة لمستقبل التعاون العالمي، تمهّد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة الطريق للإدارة الشاملة للذكاء الاصطناعي، ومكافحة المعلومات المضلِّلة القائمة على الذكاء الاصطناعي، وإنقاذ أهداف التنمية المستدامة."

استخدام الذكاء الاصطناعي بما يعود بالنفع على الناس وعلى كوكب الأرض

تحدد منصة الاتحاد للذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة، التي أنشأها الاتحاد عام 2017، التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي من أجل تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتتيح المنصة التواصل بين مبتكري الذكاء الاصطناعي وصناع القرار في القطاعين العام والخاص للمساعدة في توسيع نطاق حلول الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي.

وفي يوم إدارة الذكاء الاصطناعي، أطلق الاتحاد واليونسكو أنشطة الأمم المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي، وهي مجموعة تضم أكثر من 400 مشروع مقدم من 47 وكالة من وكالات الأمم المتحدة تتناول جميع أهداف التنمية المستدامة SDG)) السبعة عشر التي وضعتها الأمم المتحدة.

وتهدف شراكة أُعلن عن عقدها بين الاتحاد وجامعة الأمم المتحدة إلى الاستفادة من فيض المعارف التي يزخر بها مجتمع الذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة، الذي يشمل زهاء 10 000 خبير في مجال الذكاء الاصطناعي من مؤسسات أكاديمية في جميع أنحاء العالم.

وسيتيح التقرير الرائد الناتج عن ذلك هذه الخبرة كمورد لأصحاب المصلحة، بحيث يساعدهم على تطوير حلول مبتكرة واتخاذ قرارات مستنيرة عند قيادتهم لعالم الذكاء الاصطناعي المتطور.

التزامات بمعايير شاملة

أعلنت منظمات المعايير الدولية الرائدة في العالم - الاتحاد الدولي للاتصالات ITU)) والمنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO) واللجنة الكهرتقنية الدولية (IEC) - عن إطار موحد لوضع المعايير المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مسلطة الضوء على الدفع نحو تحويل مبادئ إدارة الذكاء الاصطناعي إلى معايير عملية وقابلة للتنفيذ.

وأُعلن أيضاً عن مبادرة جديدة متعددة أصحاب المصلحة لدعم وضع معايير منسقة بشأن الوسم بالعلامات المائية واستيقان الوسائط المتعددة وكشف التزييف العميق باستعمال الذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه الشراكة مبادرة استيقان المحتوى، والائتلاف من أجل أصل المحتوى واستيقانه، وفريق مهام هندسة الإنترنت، واللجنة الكهرتقنية الدولية، والمنظمة الدولية للتوحيد القياسي، والاتحاد الدولي للاتصالات.

حافز جديد لتنمية القدرات

تهدف مبادرة التأثير في إطار الذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة، التي أطلقت في القمة، إلى توسيع نطاق وتأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة. وستتيح المبادرة لمبتكري الذكاء الاصطناعي فرصاً لتوسيع نطاق حلول الذكاء الاصطناعي الواعدة لكل هدف من أهداف التنمية المستدامة وتمويلها على قدم المساواة في كل منطقة.

وستتضمن الأنشطة أحداثاً إقليمية لمبادرة التأثير في إطار الذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة؛ ومسابقات عالمية لحشد حلول الذكاء الاصطناعي من مصادر جماعية وتحفيز الخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ وإرشادات بحثية وسياساتية بشأن الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة؛ ومسرِّعات للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة.

مناقشات دينامية وعروض توضيحية للتوقعات المستقبلية

عرضت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة لهذا العام ابتكارات الذكاء الاصطناعي التوليدي والروبوتيات وواجهات الدماغ والآلة، التي من شأنها أن تسرِّع التقدم في مجالات مثل العمل المناخي وإمكانية النفاذ والصحة والتعليم والاستجابة في حالات الكوارث.

واستكشف المتحدثون في القمة، بمن فيهم بعض الشخصيات العالمية البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، أحدث الإنجازات في هذا المجال، وتباحثوا الإجراءات اللازمة لضمان أن يعمل الذكاء الاصطناعي لمصلحة البشرية.

وشملت العروض التوضيحية تكنولوجيات تستخدم الذكاء الاصطناعي لترجمة موجات الدماغ إلى كلمات مكتوبة ومنطوقة، وأطرافاً اصطناعية روبوتية يتحكم فيها العقل تضمنت هيكلاً خارجياً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لتمكين الأشخاص ذوي الحركية المحدودة جداً بالمشي من جديد.

وجمع حدثا "يوم إدارة الذكاء الاصطناعي" و"القمة العالمية الذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة" مسؤولين حكوميين وقادة لدوائر الصناعة وقادة من الأمم المتحدة وخبراء تقنيين وأكاديميين وممثلين للمجتمع المدني في الفترة من 29 إلى 31 مايو.

ورحب الحدثان، اللذان نظمهما الاتحاد بدعم من 40 وكالة شريكة تابعة للأمم المتحدة وبمشاركة حكومة سويسرا، بآلاف المشاركين في جنيف فضلاً عن 10 000 مشارك عبر الإنترنت.

###

ملاحظات المحرر:

•  يمكن الاطلاع على ملاحظات الأمينة العامة للاتحاد وكلماتها الرئيسية هنا.
• يتاح هنا تسجيل للمؤتمر الصحفي المتعلق بالآلات التي يتحكم فيها العقل.
•  تتاح التسجيلات الكاملة للجلسات المهمة هنا:
• يوم إدارة الذكاء الاصطناعي
• القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة (اليوم الأول)
• القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة (اليوم الثاني)
• ·              الصور متاحة هنا:
•  يوم إدارة الذكاء الاصطناعي
• القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة
• مجموعة مختارة من صور حدث الذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة

نبذة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)

الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) هو وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، التي تقود عجلة الابتكار في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات جنباً إلى جنب مع 193 دولة عضواً وعضوية تضم ما يزيد على 1 000 كيان من الشركات والجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية. والاتحاد الذي أُنشئ في عام 1865 هو الهيئة الحكومية الدولية المسؤولة عن تنسيق الاستعمال العالمي المشترك لطيف الترددات الراديوية وتعزيز التعاون الدولي في تخصيص المدارات الساتلية وتحسين البنية التحتية للاتصالات في العالم النامي ووضع معايير عالمية لكفالة التوصيل البيني السلس لمجموعة ضخمة من أنظمة الاتصالات. ويلتزم الاتحاد بتوصيل العالم: من الشبكات عريضة النطاق إلى أحدث التكنولوجيات اللاسلكية، ومن ملاحة الطيران والملاحة البحرية إلى علم الفلك الراديوي ورصد الأرض من خلال السواتل والرادارات الأوقيانوغرافية فضلاً عن التقارب في خدمات الهاتف الثابت والمتنقل، وتكنولوجيات الإنترنت والإذاعة. تعرَّف على المزيد: www.itu.int.​