جنيف، 20 سبتمبر 2021 – بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ووسط الطلب العالمي على خدمات النطاق العريض، أكدت لجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية المستدامة دعوتها من جديد إلى التعاون الرقمي والابتكار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، والنُهُج التعاونية لضمان التوصيلية الشاملة والوصول إلى المهارات الرقمية.

ويحدد التقرير الرئيسي بعنوان تقرير حالة النطاق العريض لعام 2021 الذي صدر خلال الاجتماع، أثر السياسات المتعلقة بالجائحة ويدعو إلى إجراءات منسقة تركز على الناس لسد الفجوة المستمرة في جميع أنحاء العالم. وفي أقل البلدان نمواً (LDC) في العالم، ما لا يزيد عن ربع السكان يستخدمون الإنترنت.
وقال فخامة رئيس جمهورية رواندا، بول كاغامي، والرئيس المشارك للجنة "إن التعاون الرقمي يجب أن يتجاوز مجرد النفاذ إلى النطاق العريض". وأضاف قائلاً "نحن بحاجة أيضاً إلى سد الفجوة في اعتماد واستخدام أجهزة وخدمات بأسعار ميسورة، وفي المحتوى الذي يمكن الوصول إليه، وفي الإلمام بالمعارف الرقمية."
وأكد أكثر من 50 عضواً وضيفاً خاصاً يمثلون قادة الحكومات ورؤساء المنظمات الدولية وشركات القطاع الخاص والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية ضرورة أن تكون الحلول التي تركز على الناس في صميم بناء مسار مستدام نحو توفير النطاق العريض الشامل.
وأضاف كارلوس سليم الرئيس المشارك للجنة ومؤسس مؤسسة كارلوس سليم ومجموعة كارسو، قائلاً: "لتحقيق هدفنا المتمثل في توفير توصيلية شاملة، نحتاج إلى العمل معاً. ونحن بحاجة إلى بناء مستقبل رقمي شامل وميسور التكلفة وآمن ومستدام ومفيد ويركز على الناس. ونحن بحاجة إلى دعم البنية التحتية والتعامل مع القدرة على تحمل التكاليف والمحتوى ذي الصلة لضمان الاستخدام. ولكي يحدث ذلك، لا بد من تضافر الجهود."
التوصيلية من أجل التنمية المستدامة
أكد اجتماع الخريف السنوي، الذي عُقد بشكل افتراضي، الحاجة إلى تسريع وتيرة التوصيلية الرقمية لتحقيق خطة الأمم المتحدة لعام 2030، التي تتمحور حول 17 هدفاً من أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ونائبة الرئيس المشاركة للجنة إلى أن "غياب المهارات الرقمية لا يزال يشكل أكبر عائق أمام استخدام الإنترنت" وأضافت قائلة "ولذلك، يجب أن يتعلق التعليم الرقمي باكتساب المهارات بقدر ما يتعلق بتطوير القدرة على التفكير النقدي من أجل إتقان الجوانب التقنية والقدرة على التمييز بين الحقيقة والباطل."
وأردفت قائلة "ويوفر منهج اليونسكو لمعرفة أساسيات المعلومات والإعلام الذي أطلق في بلغراد، صربيا، في أبريل أداة رئيسية لتعزيز المهارات."
ويشير تقرير أصدرته اللجنة مؤخراً بشأن التعلم عن بُعد والهجين إلى ضرورة تعزيز المهارات الرقمية إلى جانب توسيع البنية التحتية للنطاق العريض.
تقرير حالة النطاق العريض لعام 2021
وحذر هولين جاو، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) ونائب الرئيس المشارك للجنة، من زيادة تفاقم الفجوة الرقمية العالمية بسبب الجائحة.
وأردف قائلاً "ويساورني القلق من أن التكنولوجيات والخدمات الرقمية التي أثبتت أهميتها خلال الأزمة، لا تزال بعيدة المنال، أو باهظة الثمن، أو غير ذات صلة، أو بالغة التعقيد من حيث الاستخدام، أو غير آمنة بما يكفي بالنسبة لكثير من الناس في جميع أرجاء العالم." وتابع قائلاً "لقد كان من دواعي سروري أن أرى أن تقرير حالة النطاق العريض يدعو إلى استثمارات إضافية لدفع التقدم نحو تحقيق النفاذ الشامل."
وتقاسم أعضاء اللجنة، إدراكاً منهم للدور المتزايد للتكنولوجيات الرقمية في جميع جوانب النشاط الاقتصادي، الاستراتيجيات الحالية لتحفيز الاستثمار في مجال محو الأمية الرقمية والتوصيلية والمهارات. وشملت المناقشات إجراءات ومبادرات مشتركة وحلول عملية وقابلة للتكرار لتعزيز توصيلية النطاق العريض والنهوض بالقدرات وتطوير السياسات ومعالجة التفاوتات المستمرة في النفاذ والقدرة على تحمل التكاليف والاعتماد والاستخدام.
الحاجة إلى التعاون الهادف
كان من بين المتحدثين الرئيسيين الآخرين معالي الوزير عبد الله شهيد، الرئيس المنتخب للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ وكلاوس شواب، الرئيس التنفيذي ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي؛ وماريا فرانشيسكا سباتوليسانو، مسؤولة مؤقتة في مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالتكنولوجيا.
ونظراً إلى الاستثمارات الضخمة المطلوبة، تبادل الفريق وجهات النظر بشأن نُهج التمويل التعاونية والمبتكرة لجعل تمويل التوصيلية الشاملة "يستحق المخاطرة".
والسيد كورتني راتراي، وكيل الأمين العام والممثل السامي لأقل البلدان نمواً والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية (UN-OHRLLS) وعضو معيّن حديثاً، أشار إلى أن %25 فقط من الناس في أقل البلدان نمواً (LDC) في العالم البالغ عددها 46 بلداً يستخدمون الإنترنت. وحث اللجنة على إعطاء الأولوية للتوصيلية في تلك البلدان قبل مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً، المزمع عقده في الدوحة، قطر في يناير 2022.
واستمعت اللجنة إلى تقارير مرحلية من أفرقة العمل الحالية بشأن المواضيع الرئيسية التالية:
- نماذج التمويل للقرن الحادي والعشرين من أجل لتنمية المستدامة
 -إدارة الجائحة
 -التعلم الرقمي
 -فريق العمل بشأن الصحة الافتراضية والقائمة على البيانات
وستعالج أفرقة العمل التي أُطلقت حديثاً قضايا إضافية في الأشهر المقبلة:
- النفاذ إلى الهواتف الذكية
- بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي
- البيانات من أجل التعلم
ومن بين أعضاء اللجنة الجدد الذين رُحب بهم في دورة الخريف هذه، معالي السيدة ميا موتلي، رئيسة وزراء بربادوس، وسعادة المهندس ماجد سلطان المسمار، المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في الإمارات العربية المتحدة؛ والبروفيسور مرسيدس أراوز، نائبة الرئيس السابقة ووزيرة بيرو؛ والدكتورة رومان تشودري، مؤسسة شركة Parity AI وكذلك السيد كورتني راتراي من مكتب ممثل الأمم المتحدة السامي المعني بأقل البلدان نمواً والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية (UN-OHRLLS).
الصور: www.flickr.com/photos/itupictures/albums/72157719923722800
الصفحة الخاصة بالحدث: www.broadbandcommission.org/event/2021-annual-fall-meeting-of-the-broadband-commission/
ملاحظة للمحررين:
تأسست لجنة النطاق العريض في عام 2010، وهي تعزز نهج متعدد أصحاب المصلحة للتعاون الرقمي من خلال السعي لمواءمة نمو الإنترنت والتوصيلية مع تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDG). واللجنة معترف بها لنشرها تقرير حالة النطاق العريض السنوي وأكثر من 30 بحثاً موضوعياً وتقاريراً للدعوة تتناول موضوعات مثل الصحة الرقمية والتعليم والسلامة على الإنترنت وإدماج الفئات السكانية الضعيفة.

***
نبذة عن لجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية المستدامة
أنشأ الاتحاد الدولي للاتصالات واليونسكو لجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية المستدامة في 2010 بهدف زيادة أهمية النطاق العريض في جدول أعمال السياسات الدولية، وتوسيع النفاذ إلى النطاق العريض في كل بلد باعتباره عاملاً رئيسياً لتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية الوطنية والدولية. ويترأس اللجنة السيد بول كاغامي، رئيس رواندا والسيد كارلوس سليم حلو من المكسيك، ويشارك في رئاستها كل من الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، السيد هولين جاو، والمديرة العامة لليونسكو، السيدة أودري أزولاي. وتضم اللجنة أكثر من 50 عضواً يمثلون مجموعة شاملة من كبار الرؤساء التنفيذيين وقادة الصناعة وكبار واضعي السياسات وممثلي الحكومات وخبراء من الوكالات الدولية والهيئات الأكاديمية والمنظمات المعنية بالتنمية. اعرف المزيد في الموقع: www.broadbandcommission.org

نبذة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)
الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) هو وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مسائل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (ICT)، التي تقود عجلة الابتكار في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات جنباً إلى جنب مع 193 دولة عضواً وعضوية تضم ما يزيد عن 900 كيان من الشركات والجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية. والاتحاد الذي أُنشئ منذ أكثر من 150 عاماً هو الهيئة الحكومية الدولية المسؤولة عن تنسيق الاستعمال العالمي المشترك لطيف الترددات الراديوية وتعزيز التعاون الدولي في تخصيص المدارات الساتلية وتحسين البنية التحتية للاتصالات في العالم النامي ووضع معايير عالمية لكفالة التوصيل البيني السلس لمجموعة ضخمة من أنظمة الاتصالات. ويلتزم الاتحاد بتوصيل العالم: من الشبكات عريضة النطاق إلى أحدث التكنولوجيات اللاسلكية، ومن ملاحة الطيران والملاحة البحرية إلى علم الفلك الراديوي ورصد الأرض من خلال السواتل والرادارات الأوقيانوغرافية فضلاً عن التقارب في خدمات الهاتف الثابت والمتنقل، وتكنولوجيات الإنترنت والإذاعة. ولمزيد من المعلومات، زوروا www.itu.int

نبذة عن اليونسكو (UNESCO)
تأسست منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في نوفمبر 1945. ويؤكد الدستور التأسيسي لليونسكو أن الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام. وتسعى اليونسكو إلى بناء السلام من خلال التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والثقافة والاتصالات. وتساهم برامجها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2015. ولمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع التالي: https://en.unesco.org/