السيد رئيس المؤتمر

السيّد الامين العام للاتحاد الدّولي للاتصالات

أصحاب المعالي والسعادة

حضرات السيّدات والسادة ممثّلي الدّول الأعضاء بالاتحاد

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أودّ في بداية هذه الكلمة أن أعرب عن بالغ الامتنان والتقدير لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة على ما حبتنا به من كرم ضيافة وحسن وفادة، وأن أتوجّه بخالص عبارات الشكر لهيئة تنظيم الاتصالات الاماراتية على ما بذلته من جهود من أجل توفير كلّ أسباب النجاح لتنظيم مؤتمرنا.

 

أيّها السيدات والسادة،

إن عضوية تونس بالاتحاد الدولي للاتصالات تمتد إلى ما يزيد عن ستة عقود عملت خلالها على خدمة أهداف الاتحاد، ولم تدّخر جهدا في المشاركة والمساهمة الفعّالة في جميع المؤتمرات والتظاهرات العالمية منها والإقليمية. كما كان لنا، في هذا الإطار، شرف استضافة عدد من هذه المناسبات ومن ذلك المرحلة الثانية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات -تونس 2005- والجمعية العالمية لتقييس الاتصالات الحمامات 2016 والندوة العالمية لمؤشّرات الاتصالات الحمامات 2017.

 

وإيمانا منها بالدور الريادي والهام الذي تضطلع به منظمتنا العريقة، تجدّد تونس التزامها بمضاعفة الجهد خلال السنوات الأربع القادمة للإسهام في دعم عمل الاتحاد وتحقيق أهدافه الرامية إلى النهوض بقطاع الاتصالات وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وبناء مجتمع معلومات شامل للجميع. وما ترشّح بلادنا لعضوية مجلس الاتحاد إلا تأكيد متجدّد لحرص بلادنا وعزمها على الاضطلاع بمسؤولياتها في خدمة هذه الأهداف والتوجّهات.    

 

وتماهيا مع أهداف الاتحاد الدولي للاتصالات وانسجاما مع دورها الدولي في هذا الإطار، ضاعفت تونس على الصعيد الوطني من جهودها لمزيد تطوير قطاع تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي من خلال قطع خطوات متقدّمة على درب تحقيق استراتيجيتها الوطنية -تونس الرقمية 2020- والتي تركّزت على جملة من المحاور من أهمّها:

 

  • الحدّ من الفجوة الرقمية عبر نفاذ أفضل للمعلومة والمعرفة ودمقرطة النفاذ وتعميم الاستفادة من السعة العالية جدّا.
  • نشر الثقافة الرقمية عبر تعميم استعمالات تكنولوجيات المعلومات والاتصال في المسارات التعليمية ورقمنة محتوياتها البيداغوجية.
  • التوجّه نحو إدارة الكترونية وخلق فرص عمل في المجال الرقمي عبر تشجيع بعث المؤسسات الناشئة والتحفيز على الخلق والابتكار والتجديد في هذا المجال.

 

وقد تمكّنت تونس، في السنوات القليلة الماضية، في إطار هذه الاستراتيجية من تحقيق تطوّر لافت في مجال البنية التحتية الرقمية وذلك من خلال:

  • منح تراخيص في خدمات الاتصالات من الجيل الرابع.
  • إسناد إجازات لإقامة واستغلال شبكات نفاذ لتوفير خدمات أنترنات اﻷشياء.
  • الشروع منذ فترة في تغطية 94 منطقة بيضاء بشبكات الاتصالات ذات التدفّق العالي لتوفير الخدمات الأساسية للاتصالات والأنترنات.
  • وضع إطار محفّز لبعث وتطوير المؤسسات الناشئة، التي تقوم خاصة على الابتكار والتجديد واعتماد التكنولوجيات الحديثة، وجعل تونس وجهة إقليمية للمؤسسات الناشئة.

 

وفي سياق الحرص على مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، شرعت تونس في مواءمة استراتيجيتها الوطنية في اتجاه استيعاب هذه التطورات من خلال إحداث فرق عمل من المختصين في مجالات الذكاء الصناعي وأنترنات الأشياء وتقنية  Blockchain وغيرها... لبحث سبل ادماجها صلب منوالنا التنموي الوطني الشامل.

 

وإننا على ثقة من قدرة اتحادنا العتيد تحت الإدارة الحكيمة لمعالي السيد الأمين العام "هولين زهاو" على دعم جهود الدول الأعضاء في توفير مستلزمات التنمية الرقمية ومواكبتها لآخر التطورات في هذا المجال خدمة لأهداف التنمية الشاملة والعادلة.

 

ولا يسعني في ختام كلمتي إلا أن أجدد الشكر لدولة الامارات الشقيقة وقيادتها الرشيدة على كرم الضيافة وحسن الوفادة متمنيا أن تكلل أشغال مؤتمرنا بالنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله