النطاق العريض من أجل التنمية المستدامة

يصادف اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات لعام 2014 العيد السنوي التاسع والأربعين بعد المائة لتأسيس الاتحاد في عام 1865. ويجسّد التاريخ الرائع للاتحاد دوره الرئيسي في توصيل العالم بأكثر وسائل الاتصالات تقدماً وابتكاراً، وذلك منذ عصر التلغراف وحتى الإنترنت والنطاق العريض المتنقل الذي يتيح لنا اليوم أن نتواصل مع الأصدقاء والأسرة والزملاء، وحتى مع الأشياء، في أي زمان ومكان.
ويعتبر الحق في الاتصال محورياً بالنسبة لمجتمع المعلومات؛ فهو المبدأ الأساسي للنفاذ المنصف والشامل إلى المعلومات والمعارف التي تمكّن الناس بدورها من تلبية تطلعاتهم وتحقيق أهدافهم التنموية.
وتوصيلية النطاق العريض هي اليوم عنصر حاسم في ضمان استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كوسيلة لتقديم خدمات الصحة والتعليم والإدارة والتبادل التجاري والتجارة من أجل تحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي المستدام.
وهكذا، فإن الاتحاد ملتزم بتحقيق النفاذ الشامل إلى النطاق العريض من حيث التوصيلية - وتعزيز الإرادة السياسية فيما يتعلق بتحقيق هذا الهدف.
وفي اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات (WTISD-2014) لهذا العام، سوف نركز على موضوع "النطاق العريض من أجل التنمية المستدامة".
ومن المسلّم به اليوم أن التنمية الرقمية أداة تحويلية لحفز التنمية المستدامة السريعة. وبغية الاستفادة من إمكاناتها الكاملة، من الضروري العمل على تنفيذ الشبكات عريضة النطاق عالية السرعة وجعلها ميسورة التكلفة وقابلة للنفاذ على الصعيد العالمي.
وفي هذا الصدد، فإن الاتحاد الدولي للاتصالات ولجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية الرقمية هما في طليعة مؤيدي تنفيذ النطاق العريض بوصفه وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة. وقد تأكد ذلك أكثر من ذي قبل في المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات لهذا العام من خلال التركيز على موضوع "
النطاق العريض من أجل التنمية المستدامة".
ويركز الاتحاد جهوده الرامية إلى دفع برنامج النطاق العريض بشأن التنمية المستدامة على الأهداف المزدوجة المتمثلة في دعم نشر النطاق العريض المتنقل والتنفيذ المستمر لتكنولوجيات الخطوط الثابتة بالإضافة إلى توفير الزخم لمواجهة التحديات العالمية التي يشهدها عصرنا هذا، كالتصدي لتغير المناخ. فتكنولوجيا المعلومات والاتصالات القائمة على النطاق العريض هي أداة تمكينية شاملة وقوية لتحقيق الدعائم الثلاث للتنمية المستدامة - النمو الاقتصادي والشمول الاجتماعي والاستدامة البيئية.
وإني أدعو شركاءنا - الحكومات والدوائر الصناعية والهيئات الأكاديمية والخبراء التقنيين - إلى تحديد الفجوات الرئيسية في البحث والتطوير في مجال النطاق العريض وفي البنية التحتية وتطوير مجموعات التطبيقات والخدمات عريضة النطاق؛ وتحديد أولويات السياسة من أجل اتخاذ إجراءات في مجالات توزيع طيف الترددات الراديوية لخدمات النطاق العريض والتزامات النفاذ الشامل وآليات التمويل المبتكرة؛ وإيجاد أحدث الحلول التكنولوجية، ولا سيما فيما يتعلق بتوسيع النفاذ عريض النطاق ليشمل المناطق الريفية وأقل البلدان نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية.
فلنضع مواردنا معاً لتسخير الدور الحافز لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في سبيل تحقيق التنمية المستدامة. فهي السبيل لضمان مستقبل أفضل للجميع.
الدكتور حمدون إ. توريه
الأمين العام