يحقق معيار التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات (VVC) الجديد تطوراً بشأن أحدث تقنيات الانضغاط الفيديوي وينطوي على عدد غير مسبوق من الاستخدامات في التطبيقات. وهو يتسم بالمرونة لتمكين التطبيقات الناشئة مثل الوسائط المتعددة الغامرة شاملة الاتجاهات بزاوية 360 درجة، وتقاسم الشاشة عن بُعد، والتعاون القائم على السحب، والألعاب السحابية، والاستخراج والدمج على أساس المنطقة. كما يوفر أيضاً تشفيراً أحسن جودة للفيديو فائق الوضوح (UHD) والمدى الدينامي العالي (HDR) بالإضافة إلى تطبيقات التشفير الفيديوي التقليدية.

وقد وافق فريق الخبراء المسؤول عن تطوير التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات مؤخراً على المواصفات التقنية للمعيار الجديد، مما أدى إلى نقل التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات نحو الموافقة النهائية للاتحاد مع "الموافقة" على الدخول في مرحلة "النداء الأخير" الختامية لعملية التقييس.

وسوف يُنشر التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات (VVC) بوصفه التوصية ITU‑T H.266 | ISO/IEC 23090‑3.

والتشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات ناتج عن عمل الفريق المشترك لخبراء الفيديو (JVET)، وهو آخر فريق يقود التعاون طويل الأمد لفريق خبراء التشفير الفيديوي التابع للجنة الدراسات 16 لقطاع تقييس الاتصالات وفريق العمل 11 التابع للجنة التقنية ISO/IEC JTC1 SC29 (فريق الخبراء المعني بالصور المتحركة، MPEG).

وقال الأمين العام للاتحاد، هولين جاو، "إن خوارزميات الانضغاط الفيديوي التي جرى تقييسها من خلال التعاون بين الاتحاد الدولي للاتصالات والمنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO) واللجنة الكهرتقنية الدولية (IEC) تواصل التمكين من تحقيق قفزات عملاقة في جودة الفيديو. كما أنها أساسية لقدرة الصناعة على تلبية الطلب المتزايد على الفيديو، وهو المصدر الأكثر كثافة من حيث عرض النطاق للبيانات المتبادلة عبر الشبكات العالمية."

وقال غاري ج. سوبيلفان الرئيس المشارك للفريق المشترك لخبراء الفيديو "يأتي التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات نتيجة لتعاون عالمي لمجتمع التشفير الفيديوي، الذي بذل جهوداً متضافرة مرة أخرى لتحقيق تقدم كبير في تكنولوجيا الانضغاط الفيديوي."

ويقول زميله المشارك في رئاسة الفريق المشترك لخبراء الفيديو، جونز-رينير أوهم، "إن التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات أكثر من مجرد معيار انضغاط آخر. فتعدد الاستخدامات يأتي من الجمع بين عناصر تكنولوجية راسخة وعناصر جديدة. وقد تم اختبار التصميم اختباراً صارماً مع مراعاة حالات التطبيق المختلفة."

كما يقول نواه لو، رئيس لجنة الدراسات 16 لقطاع تقييس الاتصالات (الوسائط المتعددة) "إن استكمال التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات يعتبر مرحلة رئيسية لعمل لجنة الدراسات 16 لقطاع تقييس الاتصالات، ويمثل ختام العقد الأخير من تقييس التشفير الفيديوي وبداية العقد التالي."

ويشكل الفيديو حوالي 80 في المائة من جميع حركة الإنترنت.

ولن يحتاج التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات إلا إلى نصف معدل بتات النسخة السالفة له "التشفير الفيديوي عالي الكفاءة" لتحقيق نفس مستوى جودة الفيديو لمحتوى الفيديو عالي الاستبانة. وسيقلل كمية البيانات اللازمة لتمكين فيديو عالي الجودة لمدى غير مسبوق من التطبيقات الجديدة والقائمة. وسيتيح أداء انضغاط التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات تقديم خدمات UHD بمعدلات بتات تستخدم الآن لنقل خدمات عالية الوضوح (HD). كما أن تقليل معدل البتات المطلوب لجودة فيديو مطلوبة إلى النصف سيخفف الضغط الواقع على الشبكات العالمية، على سبيل المثال من خلال تمكين تخزين ضعف محتوى الفيديو على خادوم أو توفيره عن طريق خدمة بث.

ويعطي التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات لكفاءة التشفير وتعدد الاستخدامات نفس القدر من الأهمية.

ويقدم المعيار الجديد أدوات متخصصة لتشفير محتوى الشاشة، والمحتوى الذي يولده الحاسوب من التطبيقات مثل تقاسم الشاشة عن بُعد، والتعاون القائم على السحب والألعاب السحابية. وستدعم إعادة اعتيان الصورة المرجعية باستخدام التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات حلول البث التكيفي التي تضبط البث الفيديوي وفقاً لعرض النطاق المتاح للمستخدم. ويوفر التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات أيضاً صوراً فرعية مستقلة لتطبيقات مثل البث المتراص للفيديو بزاوية 360 درجة، مما يتيح استبانة أعلى لجزء الفيديو المقدم بزاوية 360 درجة في العرض.

ويوسع التشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات نطاق الخيارات التقنية المتاحة لدعم الفيديو، ولكن ستستمر المعايير السابقة للتشفير الفيديوي متعدد الاستخدامات في تمكين تطبيقات وخدمات الفيديو في جميع أنحاء العالم.

وقد طُرح معيار "التشفير الفيديوي عالي الكفاءة" (HEVC، المنشور بوصفه التوصية ITU‑T H.265 | ISO/IEC 23008‑2) في السوق في عام 2013 وحصل على جائزة "Primetime Emmy Award" في عام 2017 اعترافاً ببروزه بوصفه نسق التشفير الأولي لخدمات التلفزيون فائق الوضوح (UHD). وأصبح المعيار التكنولوجيا التمكينية الرئيسية لمشاهدة التلفزيون فائق الوضوح ومكّن المشغلين في الوقت نفسه من استخدام قدرات الشبكات بكفاءة أكبر.

وطُرح المعيار ITU H.264 | MPEG‑4 AVC "التشفير الفيديوي المتقدم (AVC)" في السوق في عام 2003 واعتُرف به بمنحه جائزة "Primetime Emmy Award" في عام 2008 لتحقيق تقدم كبير في مجال الفيديو من التلفزيون عالي الوضوح (HDTV) إلى الوسائط المتعددة المتنقلة للجيل الثالث (3G). ومكّن المعيار من تحقيق تحسينات في جودة الفيديو لدرجة حفزت النشر الواسع لخدمات التلفزيون عالي الوضوح. وهو لا يزال أكثر معيار انضغاط فيديوي مستخدم على مستوى العالم.