وأشار المندوبون إلى أنه على الرغم من التقدم النسبي في مجال الأمن السيبراني وارتفاع استخدام الإنترنت والفجوة الضيقة نسبياً بين الجنسين في القطاع، يجب على بلدان كومنولث الدول المستقلة بذل المزيد من الجهود للاستعداد لمستقبل تهيمن عليه التكنولوجيات والخدمات الرقمية.
وأبرزت المناقشات التحضيرية التي عُقدت افتراضياً يومي 21 و22 أبريل أيضاً أدوات التخطيط المتاحة لبلدان كومنولث الدول المستقلة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT).
ويهدف المؤتمر العالمي المقبل لتنمية الاتصالات، المقرر استضافته في أديس أبابا، إثيوبيا، إلى استرعاء الانتباه إلى نُهج مبتكرة، وتشجيع نماذج جديدة للتعاون، وتعزيز التوصيلية والحلول الرقمية في هذا العقد الأخير من العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDG) التي اعتمدتها الأمم المتحدة.
وقالت دورين بوغدان-مارتن، مديرة مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد الدولي للاتصالات "إن كومنولث الدول المستقلة واصل، على مدى السنوات الأربع الماضية، تحقيق نمو هائل في نشر البنية التحتية الرقمية والنفاذ إليها والإقبال عليها". وأضافت قائلة "وجدير بالإشارة إلى أن منطقة كومنولث الدول المستقلة قد سدت فعلياً الفجوة بين الجنسين في مجال النفاذ إلى الإنترنت وأن التصنيفات الخاصة بالقدرة على تحمل التكاليف مثيرة للإعجاب: تظهر أرقام الاتحاد أن كومنولث الدول المستقلة تحتل المركز الثاني من حيث أكثر الخدمات الرقمية ميسورية في العالم".
وقال رشيد إسماعيلوف، رئيس شركة OAO Vimpel-Communications، ورئيس الوفد الروسي، ورئيس الاجتماع الإقليمي التحضيري لمنطقة كومنولث الدول المستقلة: "من المهم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، مناقشة اتجاهات تنمية الاتصالات وتقييم أين وكيف نتحرك، وفهم إلى أين قد تقودنا الثورة التكنولوجية."
تحديد الأولويات الإقليمية
سيوجه المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات أعمال قطاع تنمية الاتصالات بالاتحاد (ITU-D) على مدى السنوات الأربع القادمة.
واتفق المشاركون في الاجتماع الإقليمي التحضيري لمنطقة كومنولث الدول المستقلة على خمس أولويات رئيسية خاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات سيتم اقتراحها لمنطقة كومنولث الدول المستقلة في الفترة 2025-2022 في المؤتمر العالمي المقبل لتنمية الاتصالات.
تشجيع الابتكار والشراكات لتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيق التكنولوجيات الجديدة؛
- تعزيز الأمن السيبراني وحماية البيانات الشخصية؛
- تهيئة الظروف القانونية والتنظيمية اللازمة لتسريع التحول الرقمي في المنطقة؛
- تعزيز المهارات الرقمية وإمكانية النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخاصةً للأشخاص ذوي الإعاقة؛
- تطوير المدن والمجتمعات الذكية.
وقالت ناتاليا موتشو، المديرة الإقليمية للاتحاد لمنطقة كومنولث الدول المستقلة "إنني سعيدة للغاية بمستوى الدعم والمشاركة الذي أبدته دولنا الأعضاء في هذه المحادثات التحضيرية وبنتيجة الاجتماع الإقليمي التحضيري." وأردفت قائلة "أكد أعضاؤنا من جديد التزامهم ودور الاتحاد في دعم تنميتهم الرقمية."
ومجموعة شباب منطقة كومنولث الدول المستقلة في مبادرة توصيل الجيل (GC-CIS) ساهمت خلال الاجتماع من خلال تبادل الآراء والمقترحات بشأن التحديات الرئيسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من وجهة نظر الشباب في جميع أنحاء المنطقة.
الاتجاهات الرقمية في منطقة كومنولث الدول المستقلة لعام 2021
يبين تقرير الاتحاد الجديد بعنوان
الاتجاهات الرقمية في منطقة كومنولث الدول المستقلة لعام
2021، أن المنطقة تحتل المركز الثاني من حيث أكثر خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ميسورية على مستوى العالم، بعد أوروبا مباشرةً. ولدى جميع بلدان كومنولث الدول المستقلة تشريعات بشأن الجريمة السيبرانية ولوائح للأمن السيبراني، مما يضع المنطقة على المسار الصحيح لضمان الاستخدام الآمن للخدمات الرقمية.
ويشير التقرير إلى أنه من بين سكان المنطقة البالغ عددهم 240 مليون نسمة، ارتفعت النسبة المئوية للأفراد الذين يستخدمون الإنترنت من 66,1 في المائة في عام 2017 إلى 72,8 في المائة في نهاية عام 2019.
ومن حيث النفاذ إلى الإنترنت للأسر المعيشية، تسجل منطقة كومنولث الدول المستقلة مستوى أعلى بكثير من المستوى العالمي، بحيث يبلغ متوسط معدل الانتشار 76,4 في المائة مقارنةً بنسبة 57,4 في المائة على الصعيد العالمي. ومع ذلك، لا تزال الفجوة الكبيرة بين المناطق الحضرية والريفية قائمة، حيث إن نسبة 49,6 في المائة فقط من الأسر الريفية موصولة، مقابل 72,1 في المائة من الأسر الحضرية في عام 2019.
ومع وجود فجوة ضيقة نسبياً بين الجنسين، تعد كومنولث الدول المستقلة واحدة من المنطقتين الأقرب إلى التكافؤ بين الجنسين: استخدمت نسبة 71,7 في المائة من النساء و74 في المائة من الرجال الإنترنت في 2019، مقارنةً بنسبة 48,4 في المائة من النساء و58,5 في المائة من الرجال على مستوى العالم. وفي أرمينيا وبيلاروس، استخدمت النساء الإنترنت أكثر من الرجال في 2019.
وبلغ استخدام الإنترنت بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً نسبة 84,5 في المائة في 2019، مما يؤكد الحاجة إلى الاحتفاظ بالشباب وتطوير مهاراتهم، وتحسين نوعية حياتهم من خلال استحداث فرص عمل جذابة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
الحدث الجانبي الخاص بأدوات البنية التحتية للاتحاد
عرض الاتحاد في حدث جانبي أدوات تخطيط البنية التحية لتحفيز التنمية ومساعدة واضعي السياسات والمهنيين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تحديد فجوات التوصيلية، وتقدير الطلب، وحساب تكاليف التوصيل، وتقييم خطط نشر البنية التحتية عريضة النطاق، واختيار حلول التوصيلية لكل بلد.
مبادرات بشأن الفتيات والنساء في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
أشارت السيدة بوغدان-مارتن إلى أن "الفتيات والنساء أطراف فاعلة رئيسية في التصدي للتحديات التي يواجهها عالمنا اليوم، ومساهمتهن المفيدة في القطاع الرقمي ستؤدي إلى تحول اجتماعي قوي وإيجابي".
وفي جلسة خاصة مكرسة للذكرى السنوية العاشرة لليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي يُحتفل به في 22 أبريل، أكدت قيمة التوجيه من خلال مبادرات شبكة المرأة (NoW) في كل منطقة وقطاع.
وعرض المندوبون في الاجتماع الإقليمي التحضيري لمنطقة كومنولث الدول المستقلة آراءهم بشأن الصور النمطية للمهن "الذكورية" و"الأنثوية" وتأثيرها على الخيارات التعليمية والمهنية للفتيات. وعرضت الفتيات والنساء في المنطقة تجاربهن في مشاريع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرائدة، وفي البحوث العلمية وبرامج التعلم والتعليم التي تهدف إلى تحقيق الشمول الرقمي وتنمية المهارات الرقمية والتدريب المهني.
اتبعي أحلامك ورؤاك، تحلي بالشجاعة وبادري إلى المشاركة، واصلي التعلم والنمو – هذه هي الرسالة الموجهة من المشاركين إلى جميع الفتيات والشابات المهتمات بمتابعة التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومزاولة مهن في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
###
