أظهرت البيانات الجديدة التي أصدرها اليوم الاتحاد الدولي للاتصالات، وهو الوكالة المتخصصة التابعة للأمم المتحدة والمعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن 3,9 مليار شخص ما زالوا مستبعدين من الموارد الهائلة المتاحة على الإنترنت، على الرغم من انخفاض أسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وتُظهر حقائق وأرقام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2016 أن البلدان النامية تضم اليوم السواد الأعظم من مستعملي الإنترنت إذ يبلغ عددهم 2,5 مليار مستعمل مقارنةً بمليار مستعمل في البلدان المتقدمة.

إلا أن معدلات انتشار الإنترنت تروي قصة مختلفة، إذ يبلغ معدل الانتشار %81 في البلدان المتقدمة، مقارنةً بنسبة %40 في البلدان النامية و%15 في أقل البلدان نمواً.

وقال الأمين العام للاتحاد، هولين جاو: "إن النفاذ إلى تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، ولا سيما النطاق العريض، يمكن أن يكون عاملاً مسرعاً رئيسياً لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وينتشر التوصيل البيني بسرعة على الصعيد العالمي، ولكن ينبغي بذل مزيد من الجهود لسد الفجوة الرقمية وإدماج أكثر من نصف سكان العالم الذين لا يستعملون الإنترنت في الاقتصاد الرقمي."

وقال براهيما سانو، مدير مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد: "يُعتبر عام 2016 العام الذي بدأ فيه المجتمع الدولي تنفيذ أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر (SDG) وغاياتها البالغ عددها 169 غاية. وينبغي للاتحاد الدولي للاتصالات، نظراً إلى التطور الهائل لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات، أن يؤدي دوراً رئيسياً في تيسير بلوغها." وأردف براهيما سانو قائلاً: "تعطي الإحصاءات التي يوفرها الاتحاد معلومات إلى صانعي القرارات في القطاعين العام والخاص، وتساعدنا على أداء مهمتنا وهي: استغلال الإمكانات الكاملة لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المُهل المحددة".

تباطؤ نمو النطاق العريض المتنقل

تُظهر الطبعة الجديدة من حقائق وأرقام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي يصدرها الاتحاد الدولي للاتصالات أن تغطية الهواتف المحمولة باتت اليوم شبه كاملة، إذ يقدَّر أن %95 من سكان العالم – أو نحو سبعة مليارات نسمة – يعيشون في مناطق تغطيها شبكة خلوية أساسية متنقلة من الجيل الثاني (2G).

وقد انتشرت شبكات النطاق العريض المتنقل المتقدمة (LTE) بسرعة خلال السنوات الثلاث الماضية وباتت تشمل اليوم أربعة مليارات نسمة تقريباً - ما يعادل %53 من سكان العالم.

ولكن في حين يستمر عدد الاشتراكات في النطاق العريض المتنقل في التزايد بمعدل من رقمين في البلدان النامية ليصل إلى معدل انتشار يبلغ %41 تقريباً، تراجع نمو انتشار النطاق العريض المتنقل بوجه عام. وعلى الصعيد العالمي، من المتوقع أن يصل مجموع الاشتراكات في النطاق العريض المتنقل إلى 3,6 مليار اشتراك في نهاية عام 2016، مقارنةً بعدد 3,2 مليار في نهاية عام 2015.

نمو النطاق العريض الثابت أعلى في البلدان المتقدمة

من المتوقع أن يبلغ عدد الاشتراكات في النطاق العريض الثابت على الصعيد العالمي نحو 12 اشتراكاً لكل 100 شخص في عام 2016، وأن تسجل مناطق أوروبا والأمريكتين وكومنولث الدول المستقلة أعلى المعدلات من حيث الانتشار. ويتيح النمو الكبير الذي تشهده الصين دخول النطاق العريض الثابت إلى آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، حيث يُتوقع أن تتجاوز معدلاته نسبة %10 قبل نهاية عام 2016.

الهبوط المستمر لأسعار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

باتت أسعار خدمات النطاق العريض المتنقل اليوم أكثر يسراً من أسعار خدمات النطاق العريض الثابت، إذ يبلغ متوسط سعر الخطة الأساسية للنطاق العريض الثابت أكثر من ضعف متوسط سعر خطة النطاق العريض المتنقل المشابهة لها.

وفي نهاية عام 2015، كان 83 بلداً نامياً قد حقق هدف لجنة النطاق العريض فيما يخص ميسورية التكلفة.

الفجوة الرقمية تعني أن نصف سكان العالم ما زالوا لا يستخدمون الإنترنت

في نهاية عام 2016، سيبقى أكثر من نصف سكان العالم – أي 3,9 مليار نسمة – لا يستخدمون الإنترنت. وفي حين يستطيع اليوم نحو مليار أسرة معيشية في العالم النفاذ إلى الإنترنت (ومن بينها 230 مليون أسرة في الصين، و60 مليون أسرة في الهند، و20 مليون أسرة في أقل البلدان نمواً في العالم التي يبلغ عددها 48 بلداً)، تُبيّن الأرقام المتعلقة بنفاذ الأسر المعيشية حجم الفجوة الرقمية، إذ تبلغ نسبة الأسر المعيشية الموصولة في أوروبا %84 من الأسر في حين تبلغ %15,4 في المنطقة الإفريقية.

تزايد اتساع الفجوة بين الجنسين من مستعملي الإنترنت في العالم

إن معدلات انتشار الإنترنت أعلى للرجال مقارنةً بالنساء في مناطق العالم كافة. وقد ازدادت الفجوة بين الجنسين من مستعملي الإنترنت في العالم من %11 في عام 2013 إلى %12 في عام 2016. والفجوة بين الجنسين على الصعيد الإقليمي هي الأكبر في إفريقيا إذ تبلغ %23 وهي الأقل في الأمريكتين إذ تبلغ %2.

عرض نطاق الإنترنت

وصل عرض نطاق الإنترنت الدولي في بداية عام 2016 إلى 185 000 جيغابت في الثانية، ما يشكل زيادة مقارنةً بسرعته المنخفضة في عام 2008 والبالغة 30 000 جيغابت. ولكن عرض النطاق ليس موزعاً بصورة متكافئة على الصعيد العالمي، وما زال النقص في عرض النطاق يشكل حجر عثرة كبيرة أمام تحسين توصيلية الإنترنت في العديد من البلدان النامية والأقل نمواً.

اطلع على التقرير الكامل لحقائق وأرقام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2016