ITU-T Recommendations

مع تزايد عدد الأجهزة الموصولة وانتشار خدمات الإنترنت والوسائط المتعددة والخدمات السحابية وتطبيقات إنترنت الأشياء (IoT)، تصبح الشبكات عرضة لحوادث الشبكة المختلفة وتغييرات الشبكة غير المنظمة التي يمكن قياسها من خلال تنبيهات الشبكة والسجلات الواردة من الشبكات الأساسية. لذلك، من المهم أن تكون الشبكات على دراية بالخدمات والتطبيقات التي تنقلها لتحقيق التشغيل الأمثل وضمان تلبية جودة الخدمة لتوقعات المستخدم. ويُفسَر غياب تنبيهات الشبكة أو سجلات الشبكة بشكل عام على أنه مؤشر على حسن حال الشبكة. ولكن الأمر ليس كذلك بالضرورة. فقد لا تكون مشاكل جودة الخدمة ناتجة عن أعطال أجهزة الشبكة، بل بسبب المشاكل التي لم تكشفها أدوات مراقبة الشبكة التقليدية مثل أخطاء التشكيلة أو عدم كفاية سعة الشبكة أو مشاكل نقطة النفاذ اللاسلكي (من قبيل عدم كفاية التغطية أو التداخل أو تراكب القنوات)، أو مشاكل شبكات الجهات الخارجية.
وعادةً ما يطول الوقت المستغرق لإعادة تشكيل الشبكة يدوياً وكثيراً ما تكون عرضة للخطأ. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج منهجيات تقييم جودة الخدمة إلى مزيد من التمييز بين اختلالات الشبكة والأسباب الأخرى لتردي الأداء من خلال النظر في العوامل الخاصة بالتطبيق (مثل التشفير/فك التشفير، والتفاعل بين التطبيق والشبكة) حيث لا يمكن لأدوات التقييم التقليدية أن تقدم دقة تشخيص الأعطال والتنبؤ بها وتحليل الأسباب الجذرية. علاوة على ذلك، يميل وقت رد فعل أدوات التقييم التقليدية إلى البطء، إذ يستجيب بعد حدوث انقطاع في الخدمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم مقاييس أداء الشبكة في تقييم جودة الخدمة/جودة التجربة (QoS/QoE)، لكن العديد من مقاييس أداء الشبكة القائمة يمكن أن لا تبين إلا جوانب محدودة من جودة الشبكة.
وعندما تشير النتائج المقيسة بموضوعية إلى مستوى غير مرضٍ لأداء الشبكة أو إلى درجة شذوذ، يُستحسن أن يقوم النظام بالإجراءات التصحيحية اللازمة تلقائياً لحل مشاكل الجودة المحددة.
وتحدد التوصية ITU-T E.475 المبادئ التوجيهية لتحليلات وتشخيصات الشبكة الذكية من أجل إدارة الشبكات واستكشاف أعطالها وإصلاحها. وتتولى وظيفة تحليلات وتشخيصات الشبكة الذكية (INAD) مسؤولية تجميع بيانات الشبكة وإعداد المهام التلقائية لصيانة الشبكة، بما يقدم ضماناً لأداء الشبكة المناسب، ولتحديد منطقة تردي الخدمة وقنوات الخدمة ذات الأداء الضعيف، والوقوف على الأسباب الجذرية لما يُكتشف من أعطال الشبكة، والتحقق من حالة الشبكة، والتنبؤ بتردٍ ممكن لأداء الشبكة في مرحلة مبكرة.
وعلى وجه التحديد، تصف هذه التوصية اعتبارات التصميم والمعمارية الوظيفية ونماذج تحليل الشذوذ الشبكي لتحليلات وتشخيصات الشبكة. ويمكن استخدام نموذج تحليل الشذوذ في الشبكة لتقييم درجة الشذوذ في الشبكة، وأداء الشبكة، ودرجة المخاطرة، لتحليل موقع ووقت اختلال الشبكة وكذلك لتحديد الأسباب الجذرية لاختلالات الشبكة والسماح بزيادة شفافية الشبكة وأتمتة إدارة أعطال الشبكة.
وتعرض هذه التوصية أيضاً مفهوم مؤشر صحة الشبكة (NHI) الذي يقدم مؤشراً عددياً لدرجة الشذوذ في الشبكة بناءً على تحليلات بيانات الضخمة. ولا يركز مؤشر صحة الشبكة على تصنيف تطبيق وسائط متعددة محدد (من قبيل، تصنيف تطبيق سمعي محدد، تطبيق مؤتمرات فيديوية) ومراقبة طبقة التطبيق. بل يهدف بدلاً من ذلك، إلى مراقبة الشبكة وتقييم شبكات معينة (من قبيل LAN، WAN، شبكة التخزين، شبكة مركز البيانات) ويواصل إطلاق تشخيص الشبكة باستخدام خوارزميات تشخيص الأعطال القائمة على البيانات الضخمة وتحديد الأسباب الجذرية لأحداث الشذوذ في الشبكة.