رسالة المديرة


أصدقائي الأعزاء،

مع اقتراب السنة التقويمية من نهايتها، حان الوقت مرة أخرى لإلقاء نظرة على الأشهر الإثني عشر الماضية، وتقييم اللحظات الحاسمة في عام 2021، والشروع في تحضير أنفسنا للتحديات الكثيرة القادمة في عام 2022.

يؤكد استعراض إنجازات مكتب تنمية الاتصالات لهذا العام أن لدينا العديد من الأسباب التي تجعلنا فخورين.

فعلى الرغم من أن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) منعتنا من الاجتماع حضورياً، فإننا، بفضل التوصيلية والتزام أعضائنا وشركائنا، نجحنا في تكثيف جهودنا لنكون شريكاً لا غنى عنه لدولنا الأعضاء في مسيرتها نحو التحول الرقمي.

واستمرت حافظة مشاريعنا في النمو – حيث بلغ إجمالي الحافظة 18 مليون فرنك سويسري في عام 2021، وهو أكبر رقم تبلغه في السنوات الـ 15 الماضية – سائرة في الاتجاه الإيجابي المحقق على مدى السنتين الماضيتين. فقد وقعنا في عام 2021 ما مجموعه 30 مشروعاً جديداً و46 اتفاق شراكة جديد، ونشعر بالحماس أيضاً للترحيب بأربعة عشر (14) عضواً جديداً في أسرة مكتب تنمية الاتصالات.

ويستمر تعزيز مبادرتنا الجديدة بشأن الشباب، مبادرة توصيل الجيل، مع إنشاء الأفرقة المعنية بالشباب في إطار هذه المبادرة، التي تعمل الآن بنشاط في كل منطقة من مناطق الاتحاد، وإنشاء مجلس أصحاب الرؤى لمبادرة توصيل الجيل، الذي يتألف من ثمانية قادة من الشباب المفعمين بالحيوية وثمانية معيَّنين متميزين رفيعي المستوى. ويقدم هذا المجلس الآن إرشادات استراتيجية بشأن الأعمال التحضيرية لقمة الشباب الأولى من نوعها لمبادرة توصيل الجيل، التي ستُعقد في العام المقبل مباشرة قبل المؤتمر العالمي المقبل لتنمية الاتصالات.

ويأتي المؤتمر العالمي المقبل لتنمية الاتصالات في وقت بالغ الأهمية لتحقيق التوصيلية العالمية، مع اعتراف خطة الأمم المتحدة المشتركة بالفجوة الرقمية كواحدة من “الصدوع العميقة” العالمية التي يجب معالجتها على وجه السرعة إذا كنا نأمل في تحقيق المقاصد الواردة في خطة 2030 والوفاء بتعهدنا “بألا يتخلف أحد عن الركب”.

وتشير التقديرات الواردة في تقرير حقائق وأرقام 2021 الجديد الصادر عن مكتب تنمية الاتصالات إلى أن 4,9 مليار شخص موصولون بالإنترنت حالياً، في حين لا تزال الفجوة بين الأغنياء والفقراء رقمياً تجسد بشكل صارخ عدم المساواة في العالم، إذ إن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص غير الموصولين والبالغ عددهم 2,9 مليار نسمة يعيشون في البلدان النامية.

مع زيادة وتسريع اعتمادنا على التكنولوجيا بسبب الجائحة، نحن في أمس الحاجة إلى توصيل الذين لا يزالون محرومين من القدرة التحويلية للإنترنت.

وفي الوقت ذاته، نحتاج إلى ضمان أن يكون الموصولون فعلاً بالإنترنت والبالغ عددهم 4,9 مليار شخص موصولين بطريقة هادفة، من خلال توصيلية ميسورة التكلفة وموثوقة وقابلة للنفاذ وسريعة وآمنة، مع ضمان تزويدهم أيضاً بالمهارات اللازمة للاستفادة الكاملة من قدرة الخدمات والتطبيقات الرقمية. ويؤثر كل هذا بشكل ملموس على عمل مكتب تنمية الاتصالات في مجال تعزيز أفضل الممارسات التنظيمية والمهارات الرقمية والأمن السيبراني والابتكار الرقمي والمساواة الرقمية بين الجنسين، والكثير من المجالات الأخرى.

ويهدف “التحالف الرقمي للشراكة من أجل التوصيل” الجديد لمكتب تنمية الاتصالات، الذي أُطلق على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام بالتعاون الوثيق مع مكتب مبعوث الأمم المتحدة المعني بالتكنولوجيا، إلى العمل كمنصة على مستوى القيادة لإشراك جميع أصحاب المصلحة في إطار الحاجة الملحة إلى تعبئة الموارد والشراكات والالتزامات الجديدة لتحقيق توصيلية عالمية وهادفة. وسيكون هذا التحالف عنصراً رئيسياً في مؤتمرنا العالمي المقبل لتنمية الاتصالات، وأشجع جميع أعضاء الاتحاد وشركائه وكل منظمة تعمل في المجال الرقمي على الانضمام لنتمكن من تسخير مواردنا المشتركة لسد الفجوة الرقمية وتوصيل بقية العالم بالإنترنت، على وجه السرعة.

وإذ ألقي نظرة على ما أُنجز في عام 2021، أود أن أغتنم الفرصة لشكر الأعضاء والشركاء على دعمهم الثابت والقوي خلال عام مليء بالتحديات.

أخيراً وليس آخراً، أود أن أشكر موظفي الرائعين على مرونتهم وتفانيهم وعملهم الدؤوب. فهم محرك مكتب تنمية الاتصالات.

وأتطلع إلى تعزيز تعاون المكتب مع جميع الأعضاء والشركاء، والعمل جنباً إلى جنب معكم في مؤتمرنا العالمي المقبل لتنمية الاتصالات في يونيو 2022، حيث نشكل المستقبل الرقمي معاً. وفي سياق التوصيلية التي أصبحت الآن على رأس، وفي صميم، جداول الأعمال السياسية في عدد كبير جداً من البلدان، تتاح لنا فرصة فريدة لاستخدام التكنولوجيات الرقمية من أجل إعادة تشكيل النموذج العالمي للتنمية بالكامل. ويجب ألا نفوت هذه الفرصة.

دورين بوغدان-مارتن
مديرة مكتب تنمية الاتصالات
الاتحاد الدولي للاتصالات