السيد ماجد مسمار  رئيس المؤتمر

أصحاب السمو والمعالي والعطوفه   والسعادة..

السيدات والسادة رؤساء و اعضاء الوفود..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يطيب لي ان استهل كلمتي بتقديم الشكر والعرفان، لحكومة دبي على كرم الضيافه وحفاوة الاستقبال وهذا التنظيم الرائع لفعاليات مؤتمر المندوبين المفوضين ( دبي 2018).. واغتنم هذه المناسبة لاتقدم باسم فلسطين بالتهنئة الحارة للسيد هولين زهاو لحصوله على ثقة مؤتمر المندوبين المفوضين للمرة الثانية، والتهنئة موصولة أيضا للسيد مالكوم جونسون لإعادة انتخابه نائباً للأمين العام، كما وأهنئ السيد تشيساب لي لإعادة انتخابه لمكتب تقييس الاتصالات وابارك ايضا للسيدة دورين بوغدان لإنتخابها مديراً لمكتب تنمية الاتصالات .

وبهذه المناسبة أيضا اتقدم بالشكر الجزيل الى مدراء مكاتب الاتحاد الدولي للاتصالات السابقين السادة براهيما سانو و فرانسوا رانسي لما قدموه وبذلوه في سبيل رفعة الاتحاد وتطور ادائه..

السيد الرئيس السيدات والسادة

 لقد وفرت الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فرصاً متنوعة، أمام معظم دول الكوكب، لتحقيق مستويات عالية في مجال  التنمية المستدامة، من خلال الإندماج في مجتمع المعرفة الرقمية. ولعل أحد أهم محفزات الإندماج: هو تبني إستراتيجية واضحة، تقوم على اساس تقديم منظومة واسعة من الحوافز لدعم المشاريع الريادية والابتكار والابداع  التكنولوجي، عن طريق تعزيز الشراكة ما بين القطاعات العام والخاص والأكاديمي.

اننا  في فلسطين نعي جيدا، ان الابتكارات والشراكات المتعددة، والتي تؤسس لها ثورة تكنولوجيا المعلومات، ويقودها مجتمع المعرفة، ستوفر فرصاً هائلة أمام المجتمعات للنهضة والرقي، حيث تساهم في تحسين جودة حياة المواطن، وترفع قدرات المجتمع التنافسية في مختلف مجالات الحياة، وهذا ينسجم مع الاهداف والغايات التي يسعى الاتحاد لتحقيها.

لكن الوضع في دولة فلسطبن له خصوصية نادره، ويسير على نحو مختلف، فنحن كفلسطينيون مطالبون ببذل اقصى المجهودات، وتوظيف كل الامكانيات لإيجاد حلول للتحديات التنموية المعقدة، التي تواجه الإقتصاد الفلسطيني المُحاصر من قبل القوة القائمة بالاحتلال، مما يزيد من اتساع الفجوة الرقمية بين المجتمع الفلسطيني والمجتمعات المحيطه.. الامر الذي يَحول دون ترويج فلسطين كبيئة إستثمارية واعده من جهة اولى، ويحرم المجتمع من طَرح حلولٍ جَدّيةٍ حول العديد من المشكلات الإقتصادية والإجتماعية وفي مقدمتها تقليل نسبة البطالة وخفض مستويات الفقر من جهة ثانية، مما قد يعيق قدرة فلسطين على تحقيق اهداف التنمية المستدامة في المواقيت المحددة.

السيد رئيس المؤتمر السيدات والساده:

أمس الاول استمع مؤتمركم الموقر الى كلمة وزير الاتصالات الاسرائيلي وهو يؤكد ان سلطات الاحتلال تُقدم كل المساعدات الممكنة والمطلوبة لتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين.

أسمحولي ان ابدي استغرابي ، ودهشتي ، بل واستهجاني ، لكل ما تم ذكره بهذا الشأن.  واود الاشارة هنا الى حقيقة لا يمكن الجدال حولها، وهي ان وعود الوزير الاسرائيلي التي قطعها لنا قبل سبعة اشهر وبحضور معالي السيد هولين زهاو الامين العام للاتحاد الدولي للاتصالات - حين حل ضيفا على فلسطين -، لم يتم تنفيذها حتى اللحظة، حيث تضمنت تلك الوعود السماح بادخال اجهزة ومعدات لبناء شبكات الجيل الثالث في قطاع غزة المحاصر، وتخصيص الترددات اللازمة لبناء شبكات الجيل الرابع في فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) ، والعمل على رفع القيود المفروضة على استيراد الاجهزة الخاصة لبناء انظمة اتصالات حديثة ومتطورة.

 نعم ايها السيدات والسادة، لم يتم الوفاء بتلك التعهدات حتى الان وما زال قطاع غزة محروم من خدمات الجيل الثالث، والتي تم الاحتفال بإطلاقها بالضفة الغربية،  بحضور السيد الامين العام مطلع هذا العام، بعد اكثر من عشر سنوات من المماطله والتسويف الاسرائيلي، رغم المطالبة اللحوحة، والمفاوضات المتواصله، وبجهود مشكورة  لافته بذلها السيد الامين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، وممثلي مكتب الرباعيه الدوليه في فلسطين وعدد من الدول الفاعلة والمؤثره، والتي تتوجت اخيراُ بموافقة سلطات الاحتلال على السماح للشركات الفلسطينيه الخليويه  ببناء شبكات الجيل الثالث في الضفة الغربية فقط ..

فهل مطلوب ايها السيدات والسادة ان ينتظر شعبنا عشر سنوات اخرى للحصول على الترددات اللازمة لبناء شبكات الجيل الرابع؟ ومتى سنحصل على ترددات الجيل الخامس؟

السيد الرئيس اعضاء المؤتمر

لقد عانى شعبنا الفلسطيني وعلى مدى سنوات طويلة -وما زال- من الحصار الجائر،  وتعرض لمصادرةٍ لموارده الطبيعية –كانطاقات الطيف الترددي- والتي تم توظيفها لصالح المشروع الاستيطاني العنصري. وكيف لا، ونحن محرومون من استخدام طيفنا الترددي لبناء شبكات اتصالات حديثة، في الوقت الذي تعمل القوة القائمة بالاحتلال على دعم الشركات الاسرائيلية الخليوية لتغطية كافة التجمعات السكانية الفلسطينية بطريقة غير قانونية وتخالف كل الاتفاقيات الموقعة.

اننا نهيب بدول اعضاء الاتحاد الدولي للاتصالات -من على منبر مؤتمر المندوبين المفوضين هذا- ان يتم تبني قرار أو اعلان يطالب القوة القائمة بالاحتلال باتخاذ التدابير الفورية لتطبيق القرارات الصادرة عن مؤتمرات الاتحاد الدولي للاتصالات وخاصة القرارين 99 و 125 وتمكين دولة فلسطين من استعادة حقوقها المكفولة في دستور الاتحاد.

السيد الرئيس السيدات والسادة

أن فلسطين رغم الاحتلال والحصار استطاعت بجهد ابناءها وبناتها وبمساعدة كريمة من الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والمؤسسات المتخصصة كالاتحاد الدولي للاتصالات وتحديدا المكتب الاقليمي العربي في القاهرة ان تحقق العدبد من الانجازات اللافتة في مجالات مختلفة ادت الى ارتفاع ملحوظ بانتشار خدمات النطاق العريض، واطلاق خدمات الحكومة الالكترونية، وتطوير البيئة القانونية باصدار قانوني المعاملات الالكترونية والجرائم السبرانية، ودعم مشاريع الابتكار والريادة والابداع من خلال تبني حزم حوافز تشجيعية اطلقتها هيئة تشجيع الاستثمار الفلسطينية.

سيدي الرئيس السيدات والسادة  اعضاء المؤتمر

ان الشعب الفلسطيني شعبٌ حيٌ، وحضاريٌ، ومحبٌ للسلام. ويتطلع للتحرر من قبضة الاحتلال الاسرائيلي، ويسعى لنيل حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وعندها، وعندها فقط يمكن لحلم وزير الاتصالات الاسرائيلي ان يتحقق في بناء جسور سلام اقتصادي مع دول الجوار العربي.

اشكر لكم سعة صدركم مع خالص التمنيات لمؤتمركم بالنجاح

السلام عليكم ورحة الله وبركاته