يمكن أن تؤدي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دوراً حاسماً في مكافحة
تغيُّر المناخ من خلال التخفيف من آثاره وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة.
ويساهم الاستعمال المتزايد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في زيادة
الاحترار العالمي، وذلك مثلاً بسبب المليارات الكثيرة من أجهزة الهواتف
المحمولة التي تُترك على أجهزة الشحن طوال الليل. ولكن تكنولوجيا المعلومات
والاتصالات تمثِّل أيضاً عنصراً رئيسياً في الحل، من ناحية رصد تغيُّر
المناخ والتخفيف من آثاره والتكيف معه. وهناك أسباب كثيرة لتغيُّر المناخ،
وبعضها أسباب طبيعية بالكامل مثل تغيُّرات الإشعاعات الشمسية والأنشطة
البركانية، ولكن التغيرات التي تُسبب القلق العميق هي التغيرات من صنع
الإنسان، مع احترار كوكب الأرض بصورة مضطردة ومتسارعة بسبب انبعاثات غازات
الدفيئة الناشئة عن الإنسان. وأعمال الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير
المناخ في إطار الأمم المتحدة توضِّح أن انبعاثات غازات الدفيئة العالمية
قد ارتفعت بنسبة 70 في المائة منذ عام 1970.
ويُسهم قطاع تكنولوجيا
المعلومات والاتصالات بحوالي 2,5 في المائة
* من انبعاثات غازات الدفيئة، حيث
يصدُر 40 في المائة من هذه الغازات من احتياجات الطاقة للحواسيب الشخصية
وشاشات عرض البيانات بالإضافة إلى نسبة أخرى تبلغ 23 في المائة تأتي من
مراكز البيانات. وتسهم الاتصالات الثابتة والمتنقلة بقرابة 24 في المائة من
المجموع. ومع نمو صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بسرعة تزيد عن سرعة
نمو القطاعات الأخرى في الاقتصاد يزيد نصيبها أيضاً مع مرور الوقت إلا إذا
اتُّخذت إجراءات للحد من نمو هذه الانبعاثات. وتساهم تكنولوجيا المعلومات
والاتصالات في الاحترار العالمي من خلال ما يلي:
-
نمو أعداد مستعملي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (تمشياً مع
الأهداف الإنمائية للألفية)؛
-
وجود العديد من أجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدى كثير من
المستعملين؛
-
ارتفاع قدرة المعالجة وحجم الشاشات؛
-
تزايد أسلوب الاستعمال "المفتوح للتشغيل دائماً".
وتنطوي تكنولوجيات المعلومات والاتصالات على إمكانية مساعدة النسبة
المتبقية من الاقتصاد العالمي، أي 97,5 في المائة، لتخفيض انبعاثاتها، وذلك
على سبيل المثال من خلال العمل عن بُعد والمؤتمرات عن بعد.
*
هذا الرقم لا يشمل الانبعاثات من أنظمة/معدّات الاتصالات
الراديوية.
|