غيَّرت الإنترنت شكل الحياة الحديثة ولا تزال تنمو بسرعة مذهلة - وفي
تقديرات الاتحاد أن عدد مستعملي الإنترنت في أنحاء العالم بلغ 1,3 مليار
مستعمِل في بداية عام 2008، حيث يتصل 1 من كل خمسة أشخاص بالإنترنت. ولكن
هذا النمو القوي في النفاذ إلى الإنترنت اقترن بتكاثر التهديدات السيبرانية
ومخاطر الدخول على الخط.
وتنشأ التهديدات السيبرانية الآن في كل مكان وفي كل زمان وتسبب ضرراً
هائلاً في لحظات. وتتزايد التهديدات السيبرانية في تعقيدها - من مجرد
المضايقة التي تسببها الرسائل الاقتحامية إلى الأشكال الأكثر خطراً من
ارتكاب سرقة الهوية والأصول، وتصل إلى الهجمات المنسَّقة الكاملة باستعمال
شبكات الحواسيب المختطَفة لتدمير السمعة التجارية لإحدى الشركات أو شلّ
البنية التحتية الحرجة لإحدى الدول في أشكال جديدة من الحرب المعلوماتية.
وتتزايد صعوبة حماية المستعمِلين النهائيين، وخاصة المستعمِلين الأكثر
تعرُّضاً على الخط مثل الأطفال، من تزايد الهجمات المرتبطة بالنفاذ إلى
الإنترنت.
وبالإضافة إلى ذلك يعمل المجرمون أنفسهم الآن في إطار عصابات منظَّمة
تجني أرباحاً كبيرة غير قانونية من عملياتهم الخفية. وقد أقيمت هياكل كاملة
من الاقتصاد الأسود تديرها عصابات لا تلقي بالاً للقانون أو التشريعات،
وتجعل من الأصعب على سلطات إنفاذ القوانين الإمساك بها من خلال التعاون عبر
الحدود. ولا يوجد أي بلد في مأمن من هذه الجرائم - إذ أن المجرمين
الإلكترونيين يهجمون عندما يشاؤون دون الكشف عن أنفسهم. وهذه التحديات
بعيدة المدى التي تثيرها هذه الأشكال الجديدة والكبيرة من التهديدات
السيبرانية لا يمكن مواجهتها إلا على الصعيد العالمي.
وقد اعترفت القمة العالمية لمجتمع المعلومات بالتهديدات الحقيقية
والكبيرة التي تثيرها الجريمة السيبرانية. وفي القمة العالمية عهدت
الحكومات وصانعو السياسات إلى الاتحاد بمهمة تسهيل تنفيذ خط العمل جيم5
للقمة العالمية "بناء الثقة والأمن في استعمال تكنولوجيا المعلومات
والاتصالات". وبناء الثقة وحماية مستعملي الإنترنت في مبادلاتهم وصفقاتهم
هو السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله تحقيق إمكانات مجتمع المعلومات
تماماً.
|