التزام بتوصيل العالم

AI for Good Global Summit

مؤشرات الأداء الرئيسية بشأن المدن الذكية المستدامة

​​​لماذا تحتاج المدن إلى مؤشرات الأداء الرئيسية؟ 

تمثل المدن محاور الابتكار التي تقود التنمية الاقتصادية، ومع ذلك، ففي الفترة المبكرة لنمو​​ المدن قد يكون للتمدن آثار وخيمة على البيئة والمواطنين.

وبينما​ نتقدم إلى الأمام ساعين إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، تُحث المدن على استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لمواجهة التحديات الحضرية وتوفير نوعية أفضل من الحياة لساكنيها.

ولذلك اكتسب نموذج المدن الذكية المستدامة زخماً كبيراً.​ ويقدم استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لأصحاب المصلحة الحضريين: (1) فائدة الكفاءة في العمليات والخدمات الحضرية، (2) وسائل تحسين نوعية الحياة، (3) ثقافة الاستدامة البيئية.

ومن المهم في ​هذه المرحلة أن نمتلك القدرة على قياس أداء مشا​ريع متنوعة للمدن الذكية المستدامة. وتوفر مؤشرات الأداء الرئيسية أحد نهج القياس، فهي​ تيسر عملية رصد التقدم المحقق في نماذج الانتقال إلى المدن الذكية المستدامة. ​

فلنستعد للابتكار اليوم من أجل غدٍ مستدام! ​

نظراً​ إلى​ إقامة المدن الذكية المستدامة هي عملية طويلة الأجل، ولا يمكن تحقيقها بين عشية وضحاها، فمن الضروري تحديد مجموعة من المؤشرات التي تسمح بالمقارنة، وتعزز في الوقت ذاته أيضاً التنمية المستدامة جنباً إلى جنب مع قدرة كل مدينة على تقدير التقدم المحقق مع مرور الوقت.

وبهذا الصدد، توفر ​مؤشرات الأداء الرئيسية للمدن الذكية المستدامة التي أعدها الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة (FG-SSC) مؤشرات معتمدة وذات صلة وموضوعية وقابلة للمقارنة لتقدير التقدم المحقق في عملية الانتقال إلى المدينة الذكية.   

وأعد الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة (FG-SSC) مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية الدولية للمدن الذكية المستدامة (SSC)، هي​ الأولى من نوعها.

ويمكن استخدام هذه المؤشرات في تقييم مدى نجاح المدن في تحقيق أهداف المدن الذكية المستدامة المحددة لها. ​

لا تستطيع إدارة ما لا تستطيع قياسه! 

سوف يستفيد قادة المدن من مؤشرات الأداء الرئيسية من حيث التخطيط الاستراتيجي وقياس تقدم المدن باتجاه أهدافها المستقلة بشأن المدن الذكية.

وتهدف مؤشرات الأداء الرئيسية بشأن المدن الذكية المستدامة إلى تقييم كيفية تأثير استعمال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في الاستدامة البيئية للمدن.

وتسمح مؤشرات الأداء الرئيسية التي حددها ​الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة بتحويل إدارة الأداء إلى تحسين الأداء من خلال مشاركة الحكومات والمواطنين وأصحاب المصلحة الآخرين عبر قنوات متعددة، ومن خلال تمكينهم عبر التفاعل المباشر، وعرض المساءلة عبر تقرير الأداء. 

كما يسهم تطبيق مؤشرات الأداء الرئيسية للمدن الذكية المستدامة في نمو الأعمال عبر تعزيز الأداء واتساق النتائج المرجوة.

وتسمح مؤشرات الأداء الرئيسية أيضاً بعرض جدوى التقدم السريع تجاه مجموعة أهداف الطاقة والمناخ على مستوى المدن، مع التأكيد للمواطنين بأن نوعية حياتهم ومستواهم الاقتصادي يمكن أن يتحسن عبر القياس المتواصل لكفاءة استهلاك الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية باستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات.

كما تعزز مؤشرات الأداء الرئيسية كذلك نشر نماذج واستراتيجيات فعالة للمدن الذكية المستدامة​ من خلال الجمع بين مدن مختلفة على مستوى متكافئ الفرص، وتسمح بالتقدم تجاه مستقبل منخفض الكربون.

والقصد من تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية هو​ وضع معايير لتقييم إسهامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جعل المدن أكثر ذكاءً واستدامةً، وتزويد المدن بوسائل التقييم الذاتي.

ويستحسن أن تتمكن المدن من تقدير إنجازاتها وفقاً لأهدافها. ومن ثم، فباستخدام هذه المؤشرات يمكن للمدن وأصحاب المصلحة بها القيام بالتقييم الموضوعي لمدى إمكانية تصورها بوصفها مدناً ذكية مستدامة.

الاندفاع إلى الأمام مع مؤشرات الأداء الرئيسية للمدن الذكية المستدامة

يهدف تقييم المدن الذكية المستدامة باستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية التي حددها الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة إلى تحسين الوظائف الحضرية ونوعية الحياة، وضمان الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية.  

ويؤمن الاتحاد الدولي للاتصالات بأن مشاريع المدن الذكية المستدامة سوف تزدهر استناداً إلى قدرتها على تحديد أنشطتها وتعريفها ورصدها.

ولأن أهداف المضي قدماً نحو الذكاء والاستدامة تختلف من مدينة لأخرى وفقاً لقدرتها الاقتصادية و/أو نمو السكان بها،  وغير ذلك، تُحث المدن على استخدام مؤشرات أداء رئيسية موحدة دولياً قبل الشروع في رحلتها إلى المدن الذكية المستدامة.  

ووافقت مدينة دبي بالفعل على أن تكون أول مدينة بالعالم تقيم كفاءة واستدامة عملياتها باستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية التي حددها الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة. ويهدف هذا التعاون الذي انطلق في مايو 2015 بين دبي الذكية (مبادرة تحويل دبي إلى مدينة ذكية) والاتحاد الدولي للاتصالات إلى دعم برنامج عمل التنمية الحضرية المستدامة لإدارة المدينة بدبي. 

كما تقدمت مؤخراً مدن عديدة حول العالم، بما في ذلك سنغافورة، بطلب دعم الاتحاد الدولي للاتصالات في إرشادها في عملية المدن الذكية المستدامة وتطبيق مؤشرات الأداء الرئيسية للمدن الذكية المستدامة التي حددها الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة.

ويتوقع أن تستفيد المدن بشكل ملحوظ من استخدام هذه المؤشرات التي تأخذ في الحسبان عناصر المدينة الذكية المستدامة التي تعتمد بشكل حاسم على تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، وتقدم معياراً معتمداً لقياس التقدم​ في عمليات الانتقال إلى المدن الذكية المستدامة.

ومتابعةً لتجربة دبي، تُحث المدن الأخرى على الانضمام إلى حملة الاتحاد الدولي للاتصالات للمدن الذكية المستدامة، وعلى بدء حملاتها الاستكشافية للمدن الذكية المستدامة.    ​​