Committed to connecting the world

AI for Good Global Summit

World Telecommunication Development Conference 2014

_
 

Statement by His Excellency Mr Mohamed AL Qamzy, Chairman of the Telecommunication Regulatory Authority


 

 

كلمة الافتتاح

 

سعادة محمد أحمد القمزي الموقر

 

رئيس مجلس إدارة "هيئة تنظيم الاتصالات" في دولة الإمارات العربية المتحدة

 

بمناسبة انعقاد فعاليات المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات التابع لمظمة الاتحاد الدولي للاتصالات

 

دبي، ( 30 مارس ولغاية 10 أبريل 2014)

 

 

 

الساعة الحادية عشر صباحا

30 مارس 2014

مركز دبي التجاري العالمي

القاعة رقم 1 و 2

بسم الله الرحمن الرحيم

معالي الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات الدكتور حمدون توريه

سعادة نائب الأمين العام للإتحاد الدولي للاتصالات السيد هولن زهاو

سعادة مدراء مكاتب الاتحاد الدولي للإتصالات

أصحاب المعالي الوزراء

أصحاب السعادة رؤساء الوفود المشاركة

السيدات والسادة

أيها الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرحب بكم أجمل ترحيب في دولة الامارات العربية المتحدة وأتمنى لمؤتمركم الكريم، المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات 2014 أن يبلغ أهدافه السامية، وأن يحقق غاياته النبيلة في تعزيز التنمية المستدامة من خلال التوظيف الأمثل لتقنيات الاتصالات والمعلومات.. وإني لعلى ثقة تامة من أن هذا الحشد من الخبراء والمسؤولين والذي يمثل مختلف المجموعات الإقليمية والدول والقطاع الخاص والمنظمات العالمية والجهات الأكاديمية، سوف ينجح في وضع مرتكزات قوية لـتحقيق البرامج والخطط التي تدعم التنمية في مناطق هي في أمس الحاجة إلى دعمكم لكي تتمكن من توظيف مواردها في خدمة شعوبها وبناء مستقبلها.

اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بعميق الشكر والامتنان إلى قادة ومسؤولي الاتحاد الدولي للاتصالات وإلى جميع الدول الأعضاء في الاتحاد على الثقة الغالية التي أولوها لدولة الإمارات باعتمادها مقراً لعقد هذا الدورة من مؤتمركم العالمي الكبير، كما نتوجه بالشكر إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة التي كان من المفترض أن تعقد هذه الدورة على أرضها، وندعو الله تعالى من أعماق قلوبنا أن يحفظ مكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية، وأن يعين شعبها الكريم على شق طريق المستقبل الباهر الذي يتطلع إليه.

إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نشعر بعظيم الامتنان لكل من دعم استضافتنا لهذا الحدث الكبير، ونعتبر ذلك شهادة تقدير نعتزّ بها أيما اعتزاز، وننظر إليه باعتباره تتويجاً للتعاون الوثيق مع الاتحاد الدولي للاتصالات وأعضاء الاتحاد، وإن النجاحات التي تحققت من خلال استضافتنا لثلاث من الفعاليات المهمة للاتحاد الدولي للاتصالات خلال عام 2012، وهي المعرض العالمي للاتصالات، والجمعية العالمية لتقييس الاتصالات، والمؤتمر العالمي للاتصالات الدولية لدليل على إيماننا برسالة الاتحاد الدولي للاتصالات بإعتباره المنظمة الرائدة التي تقود العالم في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والدور المهم والبارز الذي يقوم به الاتحاد الدولي للاتصالات.

إن النجاحات التي حققتها دوراتكم السابقة، والتي كان آخرها في الهند عام 2010، بالإضافة إلى الفعاليات والاجتماعات العديدة المنبثقة عن الاتحاد، إنما تشكل الأرضية المواتية لما ستسفر عنه نقاشاتكم ومداولاتكم على امتداد أيام هذه الدورة، وبالتالي فإن الأمل معقود عليكم لاعتماد وإقرار خطط العمل والمبادئ العامة والبرامج والأهداف الاستراتيجية والمشاريع التنموية لمختلف المناطق الإقليمية، ضمن "خطة عمل دبي" الذي من المفترض أن يكون بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة.

 

أصحاب المعالي والسعادة،

الحضور الكرام

ما من شك في أنكم تدركون جسامة التحديات التي تتطلب من مؤتمركم هذا التصدي لها، وإذ يحضرني في هذه المناسبة قول شاعر العرب الكبير أبي الطيب المتنبي "على قدر أهل العزم تؤتى العزائم" فإن الكثير من المجتمعات التي ترزح تحت شتى أنواع المشاكل ترنو إلى عزائمكم وتتطلع إلى قراراتكم ومبادراتكم.

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الهواء ليكون ملكاً للجميع، وأوجد فيه الترددات على اختلافها لتكون مورداً ينتفع به بنو البشر في عمارة الأرض ودعم برامج التنمية. ولئن كان الانتفاع من هذا المورد النادر واحداً من الحقوق الأساسية لبني البشر، فمن دواعي الأسف أن الاضطرابات والمشاكل الاجتماعية التي تزعزع الاستقرار ما انفكّت تحول دون استفادة العديد من المجتمعات من هذا المورد الطبيعي الأساسي.

كما أن انعدام الفرص المتساوية في الوصول إلى التقنيات الرقمية الحديثة واستخدامها هو من المسائل التي لا ينبغي تجاهلها أو القفز عليها، فالتفاوت الكبير بين الدول في هذا المجال قد أوجد ما بات يعرف بـ "الفجوة الرقمية" التي تشكل عائقاً، بل سدّاً مانعاً أمام البرامج التنموية التي تتوق إليها المجتمعات النامية.

وإذا ما أضفنا إلى ذلك مشاكل من قبيل الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي والأمية والكوارث، فإننا نجد أنفسنا أمام تحديات لا يستهان بها، وتتطلب منا قدراً عالياً من التعاون والتكاتف وابتكار الحلول العملية والواقعية.

وعلى جسامة تلك التحديات، فمن حسن الطالع أننا في عالم اليوم نمتلك الكثير من نقاط القوة التي تساعدنا على تحقيق الكثير من التطلعات الإنسانية، ولعل نظرة سريعة على واقع قطاع الإتصالات وتقنية المعلومات في العالم اليوم تساعد على إشاعة قدر كبير من التفاؤل بتحقيق النجاحات المأمولة، فقد تجاوز عدد مستخدمي الهواتف المتحركة 6.8 مليار مشترك بنهاية 2013، أي ما يعادل 96% من إجمالي سكان كوكب الأرض، أما عدد مستخدمي الشبكة المعلوماتية "الانترنت" فقد تجاوز 2.7 مليار شخص بما يمثل 40% من سكان العالم، وأما على صعيد استخدام النطاق العريض وهو محور النقاشات التمهيدية لمؤتمركم لهذا العام فنجد أنه ينمو بشكل مضطرد بحيث بلغ عدد مستخدمي النطاق العريض ملياري مشترك بنهاية عام 2013م.

هذه التطورات في مجملها تمثل جانباً من المشهد الإيجابي لعالم اليوم، وهي تمدّنا بالأسباب التي تجعل من الممكن تقديم العون للمجتمعات الواقعة في قلب الاضطرابات الاجتماعية والمشاكل الأخرى. إن مد اليد لتلك المجتمعات هو أمر يقع في صميم الواجب الإنساني الذي جسده مؤتمركم هذا عبر دوراته المتلاحقة. وما هو مأمول من هذه الدورة ليس أقل مما تحقق في السابق بل هو أكبر وأعظم، وعناوينه متعددة، ففي المجال الصحي مثلاً بات بالإمكان توظيف منظومات الاتصالات المتطورة في توفير الحلول العابرة للمسافات والحدود والتي تؤمن التحسن المضطرد في الأنظمة والممارسات الصحية، وكذلك الأمر في التعليم والدمج الاجتماعي وتجسير الفجوة الرقمية وبرامج التفاعل والتبادل المعرفي وتحديث الأنظمة وإدارة الكوارث وعمليات الإغاثة.

أيها السادة الأفاضل،

إن الرسالة السامية للاتحاد الدولي للاتصالات، والتي تقوم على تعزيز الروابط بين بني البشر من خلال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات إنما هي رسالة تلامس وجدان أبناء الإمارات بما يمتلكونه من خصوصية جعلت بلدهم موئلاً لكل الثقافات الإنسانية ونقطة التقاء بين أبناء المعمورة، يتنسمون في هوائها عبق الطمأنينة والأمن والأمان، ويستشعرون على أرضها المعنى العميق للأخوة الإنسانية، ويتلمسون في جنباتها جوهر التواصل والتفاعل والعمل الجاد لتحقيق التنمية على كافة الصعد وفي كافة الميادين.

من هنا فإن دولة الإمارات ستواصل العمل بفاعلية مع الاتحاد، بصفتها عضوا فيه ولاعباً بارزاً يضطلع بأدوار رائدة في العديد من المجالس والهيئات التابعة لهذه المنظمة، ونحن لن نألو جهداً في سبيل الاستفادة من خبرات الآخرين لما فيه من مصلحة لمجتمعنا ولدولتنا، كما أننا لن نألو جهداً في سبيل وضع تجاربنا الوطنية الناجحة تحت تصرف الآخرين للاستفادة منها تجسيداً للبعد الإنساني العالمي الذي تقوم عليه رسالة الاتحاد.

إننا ندرك أهمية مؤتمركم هذا ونعي القيمة الاستثنائية لما يدور فيه من مناقشات، وما سيتمخض عنه من قرارات، ولا يسعني إلا أن أتمنى لكم المزيد من النجاح، وأشكر مرة أخرى معالي الأمين العام للإتحاد د. حمدون توريه وأعضاء فريقه في الإتحاد وأتمنى لكل الدول المشاركة إقامة موفقة ومريحة في بلدكم دولة الامارات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.