يحتاج الشباب إلى نفاذ أفضل إلى التكنولوجيا وتنمية المهارات للاضطلاع بدور فعال في تحديد المستقبل الرقمي للعالم، وفقاً للمشاركين في قمة الشباب العالمية التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات، والتي اختتمت أعمالها اليوم في فاراديرو، كوبا.
ويهدف الحدث الذي نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات ITU)) على مدى ثلاثة أيام باستضافة من وزارة الاتصالات في حكومة كوبا إلى إعلاء أصوات الشباب بشأن المستقبل القائم على التكنولوجيا. وحدد المشاركون من جميع أنحاء العالم، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً، أولوياتهم لضمان أن تكون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات آمنة وميسورة التكلفة وقابلة للنفاذ.
وشملت القضايا التكنولوجية الرئيسية التي ناقشها الشباب في القمة التوصيلية، والشمول الرقمي، والسلامة على الإنترنت، والأخلاقيات في مجال تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الناشئة، والاستعداد لمستقبل العمل، وتمكين الجميع من المشاركة الرقمية لتعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي للشباب على الصعيد العالمي.
وقالت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات، دورين بوغدان-مارتن "يجب الاستماع إلى آراء الشباب لأنهم هم من يغتنمون فرص التكنولوجيا ويواجهون تحدياتها". وأضافت قائلة: "إن جمع الشباب من جميع أنحاء العالم بروح الأمل والإمكانية والطموح يسمح لهم بالمساعدة في تشكيل مستقبلنا الرقمي المشترك."
ووفقاً لأحدث إصدار من تقرير الاتحاد حقائق وأرقام، يقدَّر أن 79 في المائة من الشباب يستخدمون الإنترنت بالمقارنة مع 66 في المائة من مجموع السكان.
وفي حين أن الشباب أكثر نشاطاً على الإنترنت في جميع أنحاء العالم، لا تزال التوصيلية الهادفة للشباب تشكل تحدياً في البلدان ذات الدخل المنخفض، حيث لا تتجاوز نسبة الشباب الذي يستخدمون الإنترنت 43 في المائة، ولا تتجاوز نسبة الموصولين بالإنترنت في أقل البلدان نمواً في العالم 52 في المائة.
وقالت معالي وزيرة الاتصالات في كوبا، السيدة مايرا أريفيتش مارين: "إننا نشعر بفخر كبير لاستضافة قمة الشباب العالمية التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات. والمناقشات والأفكار المتبادلة هنا لن تعزز سياساتنا واستراتيجياتنا الوطنية فحسب، بل ستساهم أيضاً بشكل كبير في التنمية العالمية للتكنولوجيات الرقمية". وأردفت قائلةً: "تؤكد كوبا من جديد التزامها بالشمول الرقمي والأمن السيبراني والابتكار التكنولوجي. ومعاً، سنتقدم نحو عالم يتمكن فيه الجميع من اغتنام الفرص التي تتيحها تكنولوجيات المعلومات والاتصالات".
ومكَّنت فرص التواصل والحوارات بين الأجيال التي أتاحتها القمة الشباب من التعلم من المهنيين في مجال التكنولوجيا والخبراء وواضعي السياسات. وسلطت المناقشات الضوء على حاجة الشباب إلى الشمول الرقمي واكتساب المهارات الرقمية اللازمة لخلق الفرص في مجالي ريادة الأعمال والابتكار باعتبارهما محركين رئيسيين للتنمية الاجتماعية والاقتصادية العالمية.
وتؤكد نتائج القمة أهمية إشراك الشباب في المناقشات المتعلقة بتشكيل مستقبل العالم الرقمي والمشهد التكنولوجي العالمي.
وتشمل الأفكار الرئيسية التي طُرحت في القمة الحاجة إلى ما يلي:
- صياغة وتنفيذ أطر تنظيمية لتعزيز التوصيلية وضمان الثقة والأمان في استخدام التكنولوجيا
- إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص ووضع نهج متعددة أصحاب المصلحة للتعاون في توسيع حلول التوصيلية ميسورة التكلفة ومشاريع بنيتها التحتية، لا سيما في المناطق شحيحة الخدمات
- تعزيز استخدام التكنولوجيات في التعليم الرقمي والبحث عن فرص العمل
- تشجيع ريادة الأعمال والابتكار لدى الشباب في العالم الرقمي باعتبارهما محركين لتوظيف الشباب
- استخدام التكنولوجيا لحماية البيئة، بما في ذلك جعل التكنولوجيات الرقمية مراعية للبيئة من أجل مستقبل مستدام
- تعزيز المهارات الرقمية لجميع الشباب لتمكينهم من مواكبة البيئة التكنولوجية سريعة التطور
وقال كوسماس لاكيسون زافازافا، مدير مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد الدولي للاتصالات: "لم تكن هذه مجرد قمة، بل كانت منصة عالمية قوية لاتخاذ إجراءات، حيث ساهمت آراء الشباب من جميع أنحاء العالم في تشكيل مستقبل التنمية الرقمية". وأضاف قائلاً: "إن الأفكار والحلول والشراكات المبتكرة التي اقترحها الشباب في قمة الشباب العالمية ستكون مفيدة في قيادة مستقبل رقمي أكثر شمولاً واستدامة وأمناً للجميع. وأشكر حكومة كوبا على استضافة هذا الحدث المهم الذي مكّن من الاستماع إلى آراء الشباب، وإثارة مناقشات متبصرة، والتبادل المثمر للأفكار، وإتاحة فرص قيّمة للتواصل".
وحضر الحدث نحو 400 مشارك من 31 بلداً من جميع مناطق الاتحاد. وشاركت في الحدث أيضاً حكومات ومنظمات إقليمية وشركات وهيئات أكاديمية، إلى جانب ممثلي وكالات الأمم المتحدة الأخرى والمبعوثين الشباب لبرنامج توصيل الجيل للاتحاد.
وقال إرنستو رودريغيز هيرنانديز، النائب الأول لوزيرة الاتصالات في كوبا: "لقد أتاحت القمة فرصة فريدة لإعلاء أصوات الشباب في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأكدت التزامنا بالتنمية الرقمية الشاملة والمستدامة". وأردف قائلاً: "نشكر الاتحاد وجميع المشاركين على مساهمتهم القيّمة في هذا الحوار العالمي."
وسيُنشر تقرير القمة في الصفحة الإلكترونية الخاصة بقمة الشباب العالمية.
###
موارد ومعلومات أساسية:
نبذة عن الاتحاد الدولي للاتصالات:
الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) هو وكالة الأمم المتحدة المعنية بالتكنولوجيات الرقمية، التي تقود الابتكار من أجل الناس وكوكب الأرض مع 194 دولة عضوا وعضوية أكثر من 1 000 شركة وجامعة ومجتمع مدني ومنظمة دولية وإقليمية. وقد أنشئ الاتحاد في عام 1865، وينسق الاستخدام العالمي للطيف الراديوي والمدارات الساتلية، ويضع معايير دولية للتكنولوجيا، ويدفع التوصيلية الشاملة والخدمات الرقمية، ويساعد على التأكد من استفادة الجميع من التحول الرقمي المستدام، بما في ذلك المجتمعات النائية. ومن الذكاء الاصطناعي (AI) إلى الحوسبة الكمومية ومن السواتل والكبلات البحرية إلى شبكات النطاق العريض المتنقلة واللاسلكية المتقدمة، يلتزم الاتحاد بتوصيل العالم وما وراءه. تعرف على المزيد:
www.itu.int.