جنيف، 20 سبتمبر 2021 - أعلن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) اليوم إطلاق التحالف الرقمي من أجل التوصيل لتعزيز التوصيلية المفيدة والتحول الرقمي في البلدان التي يصعب توصيلها في العالم.

وتشمل هذه البلدان أقل البلدان نمواً، والبلدان النامية غير الساحلية، والدول الجزرية الصغيرة النامية – وهي مجموعات تواجه تحديات إنمائية محددة وتم تحديدها للمساعدة ذات الأولوية سعياً إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تدعمها الأمم المتحدة لعام 2030.

وتكافح أقل البلدان نمواً (LDC) في العالم البالغ عددها 46 بلداً من أجل توسيع نطاق التوصيلية لتشمل جميع مواطنيها – لا سيما في ظل الظروف الوبائية التي تدفع الأنشطة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية على نحو متزايد إلى الإنترنت.

وقال هولين جاو، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات "إن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أثرت على أقل البلدان نمواً بطرق غير مسبوقة وعميقة ومتفاوتة". وأردف قائلاً "ومن خلال الشراكات مع وكالات الأمم المتحدة، يهدف الاتحاد إلى دعم أقل البلدان نمواً في مواجهة هذا التحدي، والاستفادة من قدرة التكنولوجيات الرقمية، وتحويل التحول الرقمي الجاري اليوم إلى تحول إنمائي للجميع."

وعلى الرغم من التحسن التدريجي الذي تشهده تغطية الإنترنت والقدرة على تحمل تكاليفها في بعض أقل البلدان نمواً، فإن %25 فقط من الناس في جميع أقل البلدان نمواً، بدأوا يستخدمون الإنترنت. و%50 آخرون قادرون نظرياً على النفاذ إلى الإنترنت، ولكنهم لا يستخدمونها، وفقاً لأحدث البيانات بشأن توصيلية الإنترنت على الصعيد العالمي.

وقالت دورين بوغدان-مارتن، مديرة مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد، "إن الاتحاد ضاعف جهوده، في أعقاب جائحة كوفيد-19، لمساعدة البلدان في توسيع دائرة التوصيلية بسرعة لتصل إلى 3,7 مليار شخص لا يزالون غير موصولين بالإنترنت وإلى ملايين المجتمعات في جميع أنحاء العالم حيث لا تزال التوصيلية ضعيفة للغاية لتقديم فوائد هادفة للناس. واستناداً إلى مبادئ الشمول والشراكة والتنمية الرقمية التي تركز على أهداف التنمية المستدامة، يمكن لتحالف الشراكة من أجل التوصيل أن يمهد الطريق إلى الميثاق الرقمي العالمي وقمة الأمم المتحدة بشأن المستقبل في 2023."

ويعد الميثاق والقمة من بين المعالم الرئيسية في خطة الأمم المتحدة المشتركة التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذا الشهر.

وأضافت السيدة بوغدان-مارتن قائلة "إن التحالف الجديد يقر بأنه لا يمكن تحقيق التقدم إلا من خلال نهج قائم على تعدد أصحاب المصلحة."

فجوة الاستخدام هي الأوسع في أقل البلدان نمواً

يبرز تقرير جديد بعنوان التوصيلية في أقل البلدان نمواً – تقرير الحالة لعام 2021، الفجوة الرقمية المستمرة داخل أقل البلدان نمواً.

وقد أُعد التقرير الذي صدر في بداية التحالف الرقمي، بالاشتراك بين الاتحاد الدولي للاتصالات ومكتب ممثل الأمم المتحدة السامي لأقل البلدان نمواً والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية (UN-OHRLLS).

وقال كورتينا باتراي، ممثل الأمم المتحدة السامي لأقل البلدان نمواً والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية "إن العديد من أقل البلدان نمواً تفوّت الفرص المرتبطة بالاقتصاد الرقمي – وليس عليها ذلك." وأردف قائلاً "إن الأسباب تتجاوز مجرد النفاذ إلى توصيلية النطاق العريض. فهي تدل عن المسألة الحاسمة المتمثلة في استعمال الإنترنت، والتي تتعلق بالقدرة على تحمل التكاليف، والمهارات، وكمية المحتوى المحلي. وتمكين المزيد من الناس من النفاذ إلى الإنترنت واستخدامها بشكل مثمر، سيساعد على تحقيق عوائد هائلة، ليس فقط في مجال التجارة الإلكترونية، بل وأيضاً في كل شيء من التعليم والصحة إلى الإدارة."

وإلى جانب القدرة على تحمل التكاليف، تشمل الأسباب الجذرية للفجوة الواسعة في الاستخدام قلة الوعي بفوائد الإنترنت وعدم إمكانية الوصول إلى الأجهزة، والمهارات غير الكافية، وانخفاض أهمية المحتوى، وانعدام التنظيم المناسب.

العمل في سبيل دفع عجلة التحول الرقمي

يهدف التحالف الرقمي للشراكة من أجل التوصيل إلى إنشاء منصة للقيادة العالمية لحشد الالتزامات والموارد والشراكات، ولتنفيذ الحلول والمشاريع، من أجل دفع التحول الرقمي. واجتمع قادة من الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص، وممثلي الشباب، من جميع أنحاء العالم، في إطار اجتماع استهلالي افتراضي، وتبادلوا رؤاهم بشأن تعزيز التوصيلية لدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وستركز أعمال التحالف على أربعة مجالات رئيسية هي: توصيل الناس في كل مكان، وتمكين المجتمعات، وبناء الأنظمة الإيكولوجية الرقمية، وتحفيز الاستثمار.

وسيحظى كل مجال من مجالات التركيز بالدعم من فريق عمل.

وتماشياً مع خارطة طريق التي وضعها الأمين العام للأمم المتحدة بشأن التعاون الرقمي، تلقى التحالف الرقمي الدعم من مكتب مبعوث الأمين العام المعني بالتكنولوجيا.

وسيقوم التحالف أيضاً بالتنسيق بشكل وثيق مع لجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية المستدامة.

وسوف تجتمع أفرقة العمل الأربعة بدعوة من الاتحاد على أساس منتظم لمناقشة القضايا وتحديد الإجراءات الرئيسية وتقديم توصيات لتعزيز أهداف التحالف في كل مجال من مجالات التركيز.

التزام بالتقدم

سيعمل التحالف من خلال آلية تعهد والتزام من المقرر بدؤها في مطلع 2022، مما يثبت توفر منصة للحكومات وشركات القطاع الخاص والكيانات الخيرية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أو الإقليمية والمجتمع المدني ومنظمات الشباب والمؤسسات الأكاديمية لتقديم تعهدات مالية وسياساتية ومناصرة وبرنامجية.

وسيجري تطوير نظام تتبع لرصد التنفيذ وتقديم تقارير منتظمة عن التقدم المحرز والأثر المحقق.

وستساعد العملية التحضيرية للتحالف التي تبدأ اليوم على صقل نماذج الإدارة والتعهد قبل اجتماع المائدة المستديرة للتنمية الرقمية Partner2Connect، المقرر عقده في العام المقبل في 9-7 يونيو خلال المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات للاتحاد (15‑6 يونيو 2022).

ويستند التحالف الرقمي إلى نتائج الفصل الأول من سلسلة مناقشات الطريق إلى أديس، التي نظمها الاتحاد لتوليد الزخم صوب المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات. ويتناول الفصل الثاني من السلسلة مجالات التركيز الأربعة للتحالف الرقمي، حيث من المقرر تنظيم فعاليات بين نوفمبر 2021 ومايو 2022.

ويمكن الاطلاع على أبرز ما جاء في الفصل الأول من سلسلة الطريق إلى أديس في كتيب إلكتروني، طريق التوصيلية إلى التنمية المستدامة.​

***

نبذة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)
الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) هو وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مسائل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (ICT)، التي تقود عجلة الابتكار في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات جنباً إلى جنب مع 193 دولة عضواً وعضوية تضم ما يزيد عن 900 كيان من الشركات والجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية. والاتحاد الذي أُنشئ منذ أكثر من 150 عاماً هو الهيئة الحكومية الدولية المسؤولة عن تنسيق الاستعمال العالمي المشترك لطيف الترددات الراديوية وتعزيز التعاون الدولي في تخصيص المدارات الساتلية وتحسين البنية التحتية للاتصالات في العالم النامي ووضع معايير عالمية لكفالة التوصيل البيني السلس لمجموعة ضخمة من أنظمة الاتصالات. ويلتزم الاتحاد بتوصيل العالم: من الشبكات عريضة النطاق إلى أحدث التكنولوجيات اللاسلكية، ومن ملاحة الطيران والملاحة البحرية إلى علم الفلك الراديوي ورصد الأرض من خلال السواتل والرادارات الأوقيانوغرافية فضلاً عن التقارب في خدمات الهاتف الثابت والمتنقل، وتكنولوجيات الإنترنت والإذاعة. ولمزيد من المعلومات، زوروا www.itu.int.​