ps-header.png

Saudi Arabia (Kingdom of)

H.E. Mr Mohamed Jamil Ahmed MULLA
Minister
Ministry of Communications and Information Technology

20 October 2014

 
بسم الله الرحمن الرحيم

معالي رئيس المؤتمر،
أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الوفود،
معالي الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات ،
أعضاء الوفود،
الضيوف الكرام، السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في القرن الخامس عشر غير اختراع المطبعة العالم ؛ لأنها جعلت التواصل المعرفي بين الناس أكثر سهولة . واليوم فإن الاتصالات وتقنية المعلومات ، لا تغير العالم فحسب ، بل تعيد صياغته من جديد ؛ إذ تصنع عالماً لا يحده مكان ولا يقف أمامه الزمان.
 
ولهذه الأهمية الكبرى لعالم الاتصالات وتقنية المعلومات ، ولأثرها غير المحدود على عالمنا المعاصر ، وصناعتها لعالم المستقبل ؛ كان هذا اللقاء بين القائمين على إدارة شؤون هذه الصناعة في مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات هذا العام .
 
يسعدني وزملائي أعضاء الوفد السعودي مشاركتكم هذا الحدث المهم في إدارة الاتصالات وتقنية المعلومات ؛ معبرين عن شكرنا لحكومة كوريا الجنوبية على هذه الاستضافة الكريمة التي تبين عن اهتمامها الكبير بهذا الحدث المهم ، ولهذه الصناعة العصرية التي تقود العالم إلى المستقبل.
 
 ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أهنئ زملاءنا ؛ رئيس المؤتمر ونوابه ، ورؤساء اللجان ونوابهم على الثقة التي اولوا إيها لقيادة هذا المؤتمر ؛ راجياً أن نستطيع في اجتماعنا هذا أن نسلك بعالم الاتصالات وتقنية المعلومات الطريق الأقصر والمثمر ؛ لصياغة عالم معاصر يعنى برفاهية الإنسان وأمنه واستقراره .
أيها السيدات والسادة،
 
يقود قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات العالم المعاصر إلى عوالم متعددة في شتى مجالات التنمية؛ فقد أصبح من الركائز الأساسية لتقدم الدول ونموها، ودفع عجلة أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة، وتقريب الشعوب فيما بينها، وتحقيق الرفاهية لها. ومن هذا المنطلق أدركت حكومة المملكة العربية السعودية أهمية هذا القطاع ، وأولته اهتمامها كبيراً منذ وقت مبكر، حين انتهجت برنامج التخصيص الذي يهدف إلى رفع كفاءة الاقتصاد الوطني، وزيادة قدرته التنافسية من خلال تحرير أسواق الخدمات وفتح باب المنافسة؛ لتوفير خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات المتقدمة في جميع أنحاء المملكة بصورة شاملة، وبجودة عالية، وبأسعار مناسبة.
 
ونتيجة لذلك شهد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة تطورات وتغيرات مهمة خلال السنوات الماضية، تمثلت في تطوير السياسات التنظيمية والتشريعات ، ومن ثم توسعت أسواق خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات ، لتدخل خدمات جديدة ومتطورة، تفي باحتياجات المستفيدين منها ؛ سواء أكانوا من الأفراد ، أم من قطاع الأعمال ، أو القطاع الحكومي.
 
هذا وقد حرصت حكومة المملكة العربية السعودية على إيصال خدمات الإنترنت ذات السرعة العالية لكل مواطن ومقيم في كل تجمع سكاني في أرجاء المملكة كافة؛ بما فيها المناطق النائية. ولتحقيق ذلك؛ لم تكتف الحكومة بفتح سوق الاتصالات والاعتماد على الشركات المتنافسة؛ بل قامت الحكومة بتمويل مشاريع ضخمة؛ لضمان وصول الخدمات الصوتية والإنترنت السريع بجودة عالية وأسعار مناسبة.
 
أيها السيدات والسادة،
تلك لمحة موجزة، رأيت عرضها لكم عن إنجــازات المملكة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات؛ ولكن فخرنا بهذا لا ينسيني أن أشدد على ذكر ملحوظات ضرورية أمام مؤتمرنا هذا ؛ لأهميتها في صناعة الاتصالات ، وخدماتها وتطورها:
 
أولاً:- أن يظل الاتحاد الدولي للاتصالات الجهة الدولية المرجعية في الأمور ذات العلاقة بالاتصالات وتقنية المعلومات ، وتنظيمها على مستوى العالم؛ مع الأخذ في الحسبان مواكبة المستجدات والمتغيرات في بيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.
 
ثانياً:- مساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للاتصالات، وخاصة الدول النامية والدول الأقل نمواً ؛ كي تتمكن من الاستفادة من التطورات والمستجدات التقنية والتنظيمية ، في بيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وخدماتها.
 
ثالثاً:- أن يضطلع الاتحاد بدور قيادي في العملية التحضيرية للمراجعة الشاملة لمخرجات القمة العالمية لمجتمع المعلومات ، التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قراراها 68/302، وذلك للأهمية القيادية ، والنجاح الذي حققه الاتحاد في العملية التحضيرية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات بمرحلتيها الأولى والثانية.
 
السيدات والسادة،
إن المملكة العربية السعودية منذ أصبحت عضواً في الاتحاد الدولي للاتصالات عام 1949م، وفي مجلسه الموقر منذ عام 1965م لم تتخلف عن هذه العضوية والاضطلاع بمهماتها؛ فقد تولت رئاسته لدورتين، وشاركت بنشاط في مجريات أعمال الاتحاد ومحافله من مؤتمرات واجتماعات، كما شغلت منصب مدير مكتب تنمية الاتصالات، ومناصب متنوعة في لجان عمل الاتحاد وفرقه، ومازالت تشغل مناصب عدة، سواء بكونها رئيساً أم نائباً للرئيس في المجموعات المهمة في الاتحاد. كما قد سخرت المملكة مواردها وخبراتها لدعم أعماله ، وتعد من أكبر الداعمين الماليين له، إذ إن إسهامها المالي هو خامس أعلى مشاركة في ميزانية الاتحاد.
أيها السيدات والسادة:
 
إن المملكة العربية السعودية عاقدة العزم على مواصلة جهودها لدعم الاتحاد؛ ومن ذلك إعادة ترشيحها لعضوية مجلسه، وتأمل من الدول الأعضاء  في الاتحاد الموقرين تأييد إعادة انتخابها.
 
وفي الختام أرجو الله تعالى أن تتكلل أعمال المؤتمر بالنجاح من خلال التوصل إلى نتائج موفقة من شأنها تلبية توقعات الأعضاء كافة، مؤكداً في الوقت نفسه حرص وفد المملكة العربية السعودية على التعاون مع الجميع؛ ودعم أي مجهود يعمل على تحقيق تلك النتائج لما فيه الخير لشعوب العالم كافة.                  
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته