السيد الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات معالي السيدات والسادة الوزراء السادة مدراء قطاعات الاتحاد الدولي للاتصالات السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي سروري أن أكون ضمن المشاركين في مؤتمر المندوبين المفوضين، واسمحوا لي بداية أن أهنئ السيد مين وون كي ونوابة ورؤساء اللجان ونوابهم على الثقة بانتخابهم لقيادة أعمال هذا المؤتمر.
السيد الرئيس، الحضور الكرام،
يشكل انعقاد مؤتمركم في هذا البلد الرائع، والذي يجسد قصة نجاح مثيرة في العالم من خلال القدرة على تسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على تحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويشكل فرصة سانحة، في ضوء الأهداف والغايات النبيلة التي يسعى الاتحاد الدولي للاتصالات لتحقيقها، بالاستفادة القصوى من خلال تسخير الإمكانيات والخدمات التي تتيحها التكنولوجيات الحديثة لدفع عملية التنمية وزيادة ورفع مستوى حياة ورفاهية الشعوب في العالم أجمع.
السيـد الرئيـس، الحضـور الكـرام، انطلاقاً من إيمان دولة فلسطين بالرسالة والمبادئ والأهداف السامية للاتحاد، ساهمت وتساهم دولة فلسطين بفاعلية، في جيمع الأنشطة وفعاليات الاتحاد ومختلف القطاعات، وبفضل التعاون المثمر والبناء، أمكن تنفيذ العديد من المشاريع وبرامج المساعدات، واستفادت فلسطين من الفرص التي أتاحتها قطاعات الاتحاد المختلفة لتنمية وتطوير قدراتنا، كما أننا في فلسطين وبسبب الظروف التي نعيشها، ندرك أيضاً الدور الهام والمتزايد لتكنولوجيا المعلومات في تعزيز التعاون الدولي وتدعيم السلام والأمن في العالم وتحسين التفاهم بين الشعوب، وتشجيع وخلق اقتصاديات المعرفة والإبتكار.
السيـد الرئيس ، الحضور الكـرام،
رغم الصعوبات والمعاناة التي نعيشها تحت الاحتلال، ولأننا شعب حيوي فان كثيراً من قصص النجاح قد تحققت في بلادنا.
وأسهم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رغم كل المعيقات في رفد الناتج القومي بحوالي 9% من اجمالي الناتج المحلي، وشرعت حكومتنا إدراكاً منها لأهمية هذا القطاع في انتهاج سياسات تنظيمية وتشريعية بالشراكة والتعاون مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية، واعتماد خطة وطنية شاملة تلبي متطلبات واحتياجات شعبنا، وخلق فرص عمل جديدة من خلال تشجيع وتوجيه الشباب نحو الابداع والإبتكار سواء من خلال مراكز التميز في الجامعات والحاضنات الإلكترونية أو المبادرات الفردية، ولعلكم تذكرون فوز فلسطين بالمرتبة الأولى والثانية في مسابقة المحتوى الرقمي العربي التي نظمها الإتحاد الدولي للاتصالات من خلال المكتب الاقليمي، وكذلك فوز فلسطين في المرتبة الأولى في المسابقة التي نظمتها المنظمة العربية لتكنولوجيا الإتصال والمعلومات في تونس بتطوير تطبيق يلبي احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة باستخدام الأجهزة الخلوية، كل ذلك يشكل مؤشراً واضحاً ويؤكد على أننا شعب حيوي ونستطيع أن نسهم إسهاماً بارزاً في المسيرة الإبداعية والإبتكار لصالح الانسانية.
السيـد الرئيس ، الحضور الكـرام،
ان التحديات التي نواجهها والصعوبات والمعاناة التي نعيشها تحت الاحتلال تشكل بالنسبة لنا حافزاً قوياً للابداع والابتكار واستغلال الفرص الهائلة التي تتيحها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتخفيف والحد من الآثار الناجمة عن أبشع احتلال يطال كل مناحي الحياة في بلادنا، ويتسبب في حرمان أطفالنا واجيالنا من حقهم في التعليم والنفاذ واستخدام تطبيقات التكنولوجيا والاتصالات الحديثة لبناء مستقبل واللحاق بركب مجتمع المعلومات. ان استمرار اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في التنكر لقرارات الاتحاد ومؤتمراته ، ومنع ادخال المـعدات والتجهـيزات التقنية اللازمة لبناء شبكات الاتصالات والخدمات مثل الجيل الثالث ومنع انشاء وتشغيل البوابة الدولـية وحرمان شعبنا من حق النفاذ المباشر الى خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أمراً لم يعد مقبولاً ويؤثر سلباً في مصداقية القرارات التي تتخذها مؤتمرات الاتحاد، كما أن هذه الاجراءات تشكل من وجهة نظرنا خرقا فاضحاً لحقوق الانسان ولكافة الاعراف والمواثيق الدولية.
السيـد الرئيس ، الحضور الكـرام،
أكدت القرارات العديدة للاتحاد ان استمرار الوضع الراهن في فلسطين أصبح يشكل مصدر قلق بالغ لكل البلدان الأعضاء، ورغم كافة المساعي والجهود الحثيثة التي يبذلها الاتحاد بكافة قطاعاته والهادفة الى تقديم وتعزيز المشاريع والمساعدات التقنية لإعادة بناء وتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فلسطين، والتي لا شك تحظى بالاعتراف والتقدير الكبيرين، إلا انه وللأسف الشديد ما زال الجانب الاسرائيلي يضع كافة الصعوبات والعراقيل ويعيق كل الجهود المبذولة من خلال عدم الالتزام بتنفيذ القرارات والاتفاقيات التي تم اتخاذها والتوصل اليها برعاية الاتحاد الدولي للاتصالات، وقد آن الأوان لوضع آليات محددة تضمن تنفيذ قرارات الاتحاد والالتزام بمبادئه وأهدافه.
واستناداً الى القرارات العديدة التي اتخذتها مؤتمرات الاتحاد وخاصة القرار الأخير للمؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات دبي 2014، والدور الهام الذي يقوم به مكتب التنمية ومكتب الراديو فاننا في فلسطين نتطلع بثقة الى المستقبل والأمل برؤية دور فاعل للاتحاد في تنفيذ قراراته وخاصة انشاء شبكات النفاذ الدولي بما في ذلك المحطات الارضية والساتلية والكيبلات البحرية، وتخطيط وادارة وتشغيل الطيف الترددي الخاص بفلسطين. أشكر لكم اصغائكم،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،،
|