|
بسم الله الحمن الرحيم والصلاة و السلامة على أشرف المرسلين
السيد الرئيس،
السيد الامين العام للاتحاد الدولي للاتصالات أصحاب السعادة رؤساء الوفود،
السادة المدعوون الكرام،
سيداتي، سادتي،
اسمحوا لي أولا أن أعرب عن كامل تشكراتنا و امتناننا لحكومة كوريا الجنوبية على التنظيم المحكم و الدقيق لهذا المؤتمر الدولي الهام وعلى حسن الاستقبال و كرم الضيافة.
و انتهز هذه السانحة لأشكر كذلك الامين للاتحاد الدولي للاتصالات و رؤساء مكاتبه على العمل الدؤوب الذي قيمَ به في سبيل تطوير قطاع تقنيات الاعلام و الاتصال و تعميم الاستفادة منها لكافة شعوب المعمورة و كذلك وضع رؤية استراتيجية و المقاصد العالمية لهذا القطاع للسنين الخمس المقبلة
أيها السادة و السيدات،
لقد اصبح من البديهي أن تقنيات الاعلام و الاتصال تعتبر اليوم أداة تمكينية للتنمية الاجتماعية و الاقتصادية المستدامة.
و وعيا بهذا الدور، فقد عملت حكومة الجمهورية الاسلامية الموريتانية تحت القيادة النيرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، على العمل على تمكين و تعزيز النفاذ إلى تقنيات الاعلام و الاتصال و زيادة استخدامها من خلال اعتماد استراتيجية وطنية 2012 ـــ 2016 تخطط للإسراع بوتيرة التنمية و ضمان استفادة المواطنين من هذه التقنيات في المجالات المختلفة و خاصة في مجالات التعليم و الصحة و الخدمات .
و تعمل هذه الاستراتيجية على سد الفجوة الرقمية و التمكين من توفير النطاق العريض و التدفق العالي و تعزيز النفاذ إلى هذه التقنيات و خاصة الفئات المهمشة و ذوي الاحتياجات الخاصة و ذلك بأسعار معقولة .
و قد تم في هذا السياق ربط بلادنا في السنة المنصرمة بالشبكة العالمية للاتصالات عن طريق الكابل البحري ACEو يجري الان التخضير لبناء شبكة وطنية من الألياف البصرية ستمكن من ربط الولايات الداخلية فيما بينها وربطها بالكابل البحري لضمان استفادتها من التدفق العالي. و يبلغ طول هذه الشبكة 1600 كلم الضوئية بتمويل مشترك بين الحكومة الموريتانية والبنك الدولي و البنك الاوروبي للاستثمار.
و بالموازاة مع انجاز هذه البنية التحتية الهامة، يجري التحضير كذلك لإنشاء نقطة تبادل انترنت و مركز للحماية من الهجمات السيبرانية لتفادي تعرض الشرائح الاكثر ضعف و خاصة الاطفال وكذلك التقليل من الاثار السلبية على البئة .
و قد تم تكييف الإطار القانوني للقطاع مع التغييرات الجديدة، حيث تمت مراجعة قانون الاتصالات و اعتماد بيان سياسة قطاعية و سن قانون للاتصالات الإلكترونية في يناير 2013. ويهدف الإصلاح الجديد إلى دعم وتعزيز المنافسة والاستثمار والابتكار، وتحسين النفاذ وتقاسم البنية التحتية وحماية المستهلكين.
و قد تمً في نفس السياق إعداد الإطار القانوني لمجتمع المعلومات الموريتاني من أجل وضع الأسس القانونية والتشريعية لتنمية الاقتصاد الرقمي و توفير الثقة في المبادلات التجارية هو الان قيد المصادقة.
أيها السادة و السيدات،
إن حكومة الجمهورية الاسلامية الموريتانية تسعى إلى تطوير تقنيات الاعلام و الاتصال و جعلها رافعة للتنمية الشاملة للبلاد. ونظرا للدور الذي تلعبه هذه التقنيات في خلق فرص العمل وتحسين نوعية التكوين فقد تم دمج هذا القطاع مع قطاع التشغيل والتكوين المهني من أجل خلق بيئة تكنولوجية تشجع الابتكار.
إن الرؤية الاستراتيجية التي تمتلكها بلادنا و المبنية على الوعي التام بأهمية هذا القطاع من ناحية و بالدور المتميز الذي يلعبه الاتحاد الدولي للاتصالات في تسييره و تطويره من ناحية أخرى، جعلنا نتطلع للمساهمة في انجاح هذا الدور من خلال الطموح للاضطلاع بإحدى مسؤولياته القيادية.
و في هذا الاطار، يشرفني التأكيد على أن حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية قد رشحت الدكتورة فاطمة محمد السالك لمنصب نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات.
إن الدكتورة فاطمة محمد السالك قد شغلت منصب أول وزيرة للتقنيات الجديدة من سنة 2000 و حتى 2004. و هو القطاع الذي أنشأته و طورته من خلال تجربة رائدة تميزت من بين أمور أخرى بمبادرات قطاعية على المستوى الدولي و الافريقي و العربي.
فبالإضافة إلى الخبرة التي اكتسبتها في مجال الإدارة فإنها أيضا استشارية دولية في سياسات تنمية تقنيات الاعلام و الاتصال و تنفيذ حلول تكنولوجية عامة. و بالتوازي مع هذه الأنشطة، فإن السيدة فاطمة محمد السالك دكتورة في الرياضيات التطبيقية و هندسة الاعلاميات وأستاذة في جامعة انواكشوط. إن هذه الكفاءات المهنية تدعمها كذلك بمعرفة أفقية وسمات شخصية تتسم بالديناميكية و الانفتاح والصرامة.إن الحكومة الموريتانية، ادراكا منها بأهمية الدور الذي تلعبه المرأة في تنمية و رقي المجتمعات، متأكدة من أن ولوج الدكتورة فاطمة محمد السالك للمراكز القيادية في الاتحاد الدولي للإتصلات سيوفر قيمة مضافة مؤكدة للمنظومة الدولية و يعزز من حظوظ المرأة في النهوض و الارتقاء.
و انطلاقا من هذا كله، فإن الدكتورة فاطمة محمد السالك لديها المؤهلات المناسبة لشغل منصب نائب الامين العام للاتحاد الدولي للاتصالات. و ستضع بدون شك خبراتها و شغفها بهذا القطاع في خدمة الاتحاد الدولي للاتصالات و في تنمية مجتمع المعلوم لصالح الجميع. و لذا أرجو منكم التصويت لها.
وفي الختام، أجدد الشكر و الامتنان لحكومة كوريا الجنوبية على كرم الضيافة و حسن التنظيم، متمنيا لأعمالكم النجاح و التوفيق.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
|
