واستعداداً لأي تعطل للاتصالات "مأزق الانتقال إلى عام 2000" "Y2K" - مشاكل ممكنة في البرمجيات الناشئة عن الانتقال من عام 1999 إلى عام 2000 - تم إنشاء وصلة بيانات بموجة قصيرة لمواجهة حالة الطوارئ في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك. ضمن مرسِل/مستقبِل، موصول بحاسوب مزوَّد بالطاقة من مصادر طاقة مستقلة (بطاريات ومولد صغير يعمل بالديزل) النفاذ إلى المركز الرئيسي المعدّ أيضاً لشبكة بيانات الأمم المتحدة بالموجة القصيرة، المشغلة بشكل دائم في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف.

ولم تحدث المشاكل التي كان يخشاها العديد من الخبراء. وتم تخزين التجهيزات التي كانت مخصصة لمواجهة مأزق الانتقال إلى عام 2000. وتقاعد الموظف المسؤول عن الاتصالات الذي قام بتركيبها والتدرب على استعمالها بعد بضعة أشهر.

وفي عام 2003 انقطع التيار الكهربائي في حي مانهاتن وذلك في ذات الوقت الذي كان يجري فيه إصلاح عاجل لنظام القدرة الطارئة المتيسر عادة في المقر الرئيسي للأمم المتحدة، في أعقاب نشوب حريق في وحدة المراقبة المركزية. وتذكّر أحد الموظفين مأزق الانتقال إلى عام 2000 وتم تحديد موقع التجهيزات. وبدا أن التركيبات كانت في حالة جيدة، وتم فتح الدائرة الكهربائية بنجاح. ولكن ماذا بعد؟ لم يكن أحداً يعرف في المقر الرئيسي على أي تردد أو بأي أسلوب وما هو الرمز الدليلي للنداء الذي يتوجب إدخاله لتشغيل الشبكة. وجرت محاولة لمناداة جنيف بالأسلوب الصوتي على أي قناة من القنوات التي كان قد سبق برمجتها منذ نحو أربع سنوات لشبكة الطوارئ، ولم تكلل هذه المحاولة بالنجاح - الشبكة ذات الموجات القصيرة التي تيسِّر احتياطي دائم للحركة بين جنيف والمكاتب الإقليمية في إفريقيا وآسيا وهي شبكة بيانات أوتوماتية يمكن النفاذ إليها بالأسلوب الموائم وبتعرف هوية المحطة الصحيح فقط.

الدروس المستخلصة: بدون توفر المعلومات اللازمة بشأن الشبكة الراديوية وكيفية توصيلها، لا تُعتبر التجهيزات ذات جدوى حتى وإن أمكن تشغيلها بطريقة ما. ومشغّل الراديو الماهر يمكنه التوصل إلى حل للمشكلة، وذلك بمحاولة الاتصال بأي محطة يمكن الوصول إليها، على نطاق موزع على خدمة هواة الراديو. وكان يمكن لأي محطة خارج منطقة التقييم أن ترد على نداء الطوارئ وذلك بمناداة جنيف على شبكة الهاتف العمومية. وعندئذ كان الموظف المسؤول عن الاتصالات في الأمم المتحدة في جنيف يستطيع أن يقدم مباشرة التفاصيل اللازمة لتوصيل شبكة الأمم المتحدة، أو أن يشير على الأقل إلى التردد الذي يمكن الاستماع عليه لنداء بالأسلوب الصوتي من نيويورك.