ثمة جوانب عديدة مختلفة لهواة الراديو. إذ يهتم بعض هواة الراديو أساساً بالجوانب التقنية وذلك بالتجارب التي يجرونها على التجهيزات الجديدة. وذلك باستكشاف إمكانات الاتصال على ترددات شديدة الارتفاع أو أساليب رقمية جديدة أو بناء واختبار أنماط جديدة من الهوائيات. ويركز آخرون على الاتصالات في حد ذاتها، وهي نشاط يمكن أن يكون له طابع تنافسي. ويحاولون جميعاً تحقيق أفضل النتائج بوسائل محدودة وفي ظل ظروف صعبة - وهو ما يجعل من هواة الراديو وسيلة فريدة في مجال الاتصالات في حالات الطوارئ.

وبالنسبة إلى هواة الراديو الذين يهتمون أساساً في استعمال تجهيزاتهم، يُعتبر الاتصال بأماكن لا توجد فيها محطات لهواة الراديو أو أي وصلات اتصالات على الإطلاق، بمثابة تحدٍّ خاص. والكثير من الجزر الصغيرة من بين هذه الأماكن. وقام فريق من هواة الراديو الهنود برحلة ميدانية إلى جزر أندامان. وبمحض الصدفة، تواجدوا أمام أجهزتهم وقت حدوث التسونامي في ديسمبر 2004.

وكانت التجهيزات المتنقلة التي يستعملونها لتزويد محطات هواة الراديو في كافة أرجاء العالم بإمكانية الاتصال للمرة الأولى بجزر أندامان هي التجهيزات الوحيدة العاملة بعد الكارثة. وأتاح المشغلون، لإنشاء وصلات مع القارة الهندية ومع المحطات الأخرى في المنطقة أيضاً، للسلطات الوصلة الوحيدة "بالعالم الخارجي". وبمجرد حشد المساعدات الخارجية، قامت أفرقة الإغاثة الأولى بإنشاء اتصالاتها الخاصة بها. وبقيت محطات هواة الراديو الوصلة الوحيدة لجميع من يرغبون في الاتصال بأصدقائهم أو ذويهم في الخارج، وتمكنت من التعامل مع ما يطلَق عليه "حركة المساعدة الصحية والاجتماعية". وأُرسِلت محطات هواة راديو أخرى إلى أماكن أخرى نائية أو إلى الجزر المجاورة.