ps-header.png

United Arab Emirates

H.E. Mr Mohammad AL GHANIM
Director General
Telecommunications Regulatory Authority

21 October 2014

 

سعادة السيد مين وون رئيس المؤتمر،

أصحاب المعالي الوزراء ، أصحاب السعادة رؤساء الوفود الكرام،
سعادة الأمين العام الدكتور حمدون توريه، سعادة نائب الأمين العام السيد زهاو، سعادة مدراء القطاعات المحترمين

الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنقل إليكم تحية وتقدير دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً للدور الحيوي الذي يقوم به اتحادكم العتيد في تحفيز التنمية والرفاه على امتداد خريطة العالم، وتعزيز مبادئ التعاون الدولي في مجال الاتصالات والمعلومات الذي يعد من المجالات الحيوية في اقتصاد اليوم القائم على المعلومات والاتصالات والمعطيات الرقمية.

ولا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى جمهورية كوريا الجنوبية على استضافة هذا الحدث العالمي الكبير في بوسان، هذه المدينة العريقة، والمعروفة باستضافة العديد من المؤتمرات والمنتديات التي لها انعكاسات عميقة الأثر في تطوير التعاون والتفاعل بين مختلف الأمم والثقافات، وأحيًي الاتحاد الدولي للاتصالات على حسن التنظيم والترتيب لإنعقاد هذا المؤتمر الرفيع.

إنني أشعر بالاعتزاز وأنا اقف بينكم ممثلاً لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تجسد قيم التعايش الحضاري من خلال احتضان مزيج واسع من الثقافات العالمية على أرضها المعطاءة، في بيئة تعلي من قيم العمل والإنجاز والتنافس البناء، مما مكنها من اختصار الزمن وتحقيق قفزات يشهد لها القاصي والداني في عمر اتحادنا الذي يقترب اليوم من محطته الثالثة والأربعين. وإذا كانت كل قصة نجاح لا بد أن تنطوي على أسرارها الخاصة، فلا بد من الإشارة إلى أن أحد أهم أسرار نجاح النموذج الإماراتي يكمن في الرؤية المتبصرة لقيادتنا الرشيدة، والتناغم منقطع النظير بين القيادة والشعب، والتفاني في العمل تعبيراً عن حب الوطن والإخلاص له.

إن رؤيتنا الوطنية، رؤية الإمارات 2021، تتناغم في كثير من مرتكزاتها مع الأهداف العليا للاتحاد الدولي للاتصالات، كما أن بلادي تأخذ على محمل الجد كل ما ينبثق عن اتحادكم من توصيات وقرارات، وتحولها إلى نقاشات داخلية على كل المستويات بما في ذلك المشورات الجماهيرية المتمثلة في العديد من جلسات العصف الذهني بين الحكومة والمجتمع، بهدف الخروج بسياسات وقرارات تضع رفاهية الإنسان في رأس الأولويات.

السادة الحضور

لقد نصّت رؤية الإمارات 2021 على أن أبناء الإمارات "متحدون في الرخاء"، ثم جاءت الأجندة الوطنية لتوضّح معالم الطريق للوصول إلى الرخاء المنشود، فنصت في بندها الأول على ضرورة العمل لكي تكون دولة الإمارات في طليعة دول العالم في تقديم الخدمات الحكومية عبر كل القنوات المتاحة بما في ذلك الهواتف المتحركة .

وفي مايو 2013، أطلقت قيادتنا الرشيدة مبادرة الحكومة الذكية التي رفعت شعاراً إنسانياً نبيلاً يتمثل في الانتقال من رضا المتعاملين إلى إسعادهم عبر تطوير الأداء الحكومي للوصول إلى حكومة المستقبل التي تعمل 24 ساعة في اليوم 365 يوما في السنة، والتي تتسم بأنها مضيافة كالفنادق، سريعة في معاملاتها، قوية في إجراءاتها، مبدعة، تستجيب بسرعة للمتغيرات، وتبتكر حلولاً لكافة التحديات، وتعمل بدأب على تسهيل حياة الناس وتحقيق السعادة لهم.                 

وفي سبيل ذلك اعتمد مجلس وزرائنا الموقر استراتيجية التكنولوجيا والاتصالات في دولة الإمارات حتى العام 2021، بما يتضمن تطوير 36 مؤشر أداء استراتيجي في مجالات الجودة والسرعة والأسعار والبنية التحتية والتوظيف والتعليم والابتكار ورفع التصنيف العالمي للدولة حيث يرتبط كل مؤشر منها بمجموعة من المبادرات التي تم اعتمادها وفق جدول زمني حتى العام 2021 . وتتضمن الاستراتيجية مجموعة كبيرة من المؤشرات من بينها زيادة سرعات النطاق العريض 15 ضعفا وزيادة عدد الخوادم الآمنة 20 ضعفا.  وهنا أود أن أشير إلى تقرير لجنة النطاق العريض للأمم المتحدة لهذا العام والتطور الملحوظ الذي حققته دولة الامارات في المؤشر الهام.  

أيتها السيدات والسادة،

لقد أعلنت بلادي عن دخولها عصر المدن الذكية والحكومة الذكية والتعلم الذكي، ويمكنني التأكيد على أن مؤسساتنا الوطنية، وعلى كل المستويات، تعمل الآن كخلية نحل، كل من موقعه، على تحويل تلك الرؤى الطموحة إلى وقائع وخطط عملية، وأن ثمار تلك الجهود  قد بدأت تنبئ بمنجزات مبهرة تقارب حدود المعجزة بالنسبة لدولة حديثة العمر. كما دخلت الإمارات السباق العالمي لاستكشاف الفضاء عبر كوكب المريخ، حيث تم الإعلان عن إطلاق أول مسبار عربي نحو الكوكب الأحمر، وجاء ذلك متزامناً مع إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية.

ويشرّفني في هذا السياق أن أعلن باسم حكومة بلادي أن التجربة الإماراتية مفتوحة للتفاعل البنّاء مع كل شعوب العالم، وإذا كنا لا نتردد في  الإقرار بأننا استفدنا من تجارب الشعوب الأخرى، ومن بينها التجربة الكورية، فإننا نؤكد أن سعادتنا تزداد بمقدار ما يستفيد الآخرون من تجاربنا.

لقد حققنا نجاحات مهمة، وتجاوزنا تحديات لا يُستهان بها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أطلقنا برنامج التعلم الذكي وبدأنا في تنفيذه فعلياً على أرض الواقع، ومن دواعي الشرف أن هذه المبادرة قد جرى اعتمادها  للمجموعة العربية من مؤتمر تنمية الاتصالات الدولي 2014 الذي استضافته الامارات بدبي خلال مارس هذا العام.

السيد الرئيس

تزخر أجندة المؤتمر بقضايا بالغة الأهمية بالنسبة للمجتمع الدولي، منها ما يتعلق بتعزيز فرص مشاركة الشباب في أعمال الاتحاد الدولي للإتصالات وفي مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عموماً، وكذلك استجابة الاتحاد الدولي للاتصالات للنداء الدولي في مسألة تتبع الطائرات المدنية، والقرارات الخاصة بذوي الاحتياجات المحددة، ومواضيع أخرى لا تقل أهمية، ولا يفوتني الإشارة إلى إطلاق احتفالات الاتحاد بمناسبة مرور 150 عاماً على إنشاء هذه المنظمة العريقة، تلك الاحتفالات التي حظيت دولة الإمارات بشرف ترؤس  اللجنة المشرفة عليها حتى العام المقبل.

 إننا، وبتوجيهات من قيادتنا الرشيدة، نضع تجربتنا في خدمة جهودكم لصياغة رؤية مستقبلية للاتحاد الدولي للاتصالات، تلك الرؤية التي تنطلق من مفهوم يلامس أفئدة الملايين من أبناء هذا العالم، إنه مفهوم الترابط والتفاعل والتواصل، متجسداً في مقولة (Connect 2020) كما أننا مدينون بالثقة الكبيرة لكافة الدول الأعضاء بالاتحاد ولقيادة الاتحاد العليا التي مكنتنا من إستضافة أبرز وأهم مؤتمرات الاتحاد وجمعياته حيث تشرفت الدولة في عام 2012 باستضافة كل من المعرض العالمي للإتصالات والجمعية العالمية لتقييس الإتصالات والمؤتمر العالمي للإتصالات الدولية وترأسها وترأس المؤتمر العالمي للإتصالات الراديوية وكان آخرها هذا العام إستضافة أعمال المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات وقبل ذلك المنتدى العالمي لهيئات تنظيم الاتصالات، وإن دل هذا الأمر على شيء، فإنما يدل على حرص دولة الإمارات على تعزيز مكانتها في الاتحاد ومع أعضاء الاتحاد ويسرني هنا، وبالنيابة عن حكومة بلادي أن أعلن لكم عن رغبة دولة الإمارات في استضافة أعمال المؤتمر القادم للمندوبين المفوضين 2018 في دولة الامارات العربية المتحدة وأطلب هنا سيدي الرئيس موافقة المؤتمر الموقر على ذلك.   

السيد الرئيس، لكم منا ومن وفد دولة الامارات أصدق التحيات، وأطيب الأمنيات بالتوفيق والسداد، ونبارك لكم قيادتكم لأعمال المؤتمر خلال الأسابيع الثلاثة القادمة والتي وبلا شك ستكون قيادة استثنائية من رجل إستثنائي.

وفقنا الله وإياكم في تحقيق أماني شعوب العالم والإنسانية جمعاء..

والسلام عليكم ورحمته وبركاته