في القمة العالمية الثانية بشأن الذكاء الاصطناعي لتحقيق الصالح العام التي عقدت الأسبوع الماضي في جنيف بمقر الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، قدّم خمسة وثلاثون مقترحاً لمشاريع مبتكرة تسخّر قدرات الذكاء الاصطناعي من أجل "الصالح العام".

وقام بوضع المقترحات الرائدة في القمة أفرقة الخبراء "المتخصصة" لمعالجة: الرعاية الصحية الموسعة والمحسنة، والمراقبة المعززة للزراعة والتنوع البيولوجي باستخدام التصوير الساتلي؛ والتنمية الحضرية "الذكية"؛ والثقة في الذكاء الاصطناعي.

وقد جمعت القمة بين المبتكرين في مجال الذكاء الاصطناعي وصناع القرار من القطاعين العام والخاص مما أتاح فرصاً للتعاون من أجل تنفيذ مقترحات مشاريع "الذكاء الاصطناعي لتحقيق الصالح العام" في الأجلين القريب والمتوسط.

وقال السيد هولين جاو الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات: "من الأمور الحتمية تسخير قدرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي إذا كنا نسعى إلى تحسين سبل العيش للشعوب كافةً في كل مكان من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة". وأضاف: "وقد كانت هذه الدعوة إلى العمل من جانب أصحاب المصلحة قوية وواضحة في القمة العالمية الأولى بشأن الذكاء الاصطناعي لتحقيق الصالح العام التي عُقدت منذ عام. والآن وهنا في القمة العالمية الثانية، ظهرت حركة قوية لمجتمع "الذكاء الاصطناعي لتحقيق الصالح العام". وهذه الحركة بمقترحاتها الرائدة وما تضمه من مشارب بالغة التنوع من الخبراء، لن يعترضها شيء."

وقد ناقش مجتمع الذكاء الاصطناعي لتحقيق الصالح العام في القمة فوائد تقاسم أدوات الذكاء الاصطناعي وموارده ومجموعات بياناته ومعارفه وخبراته الداعمة - وهي رؤية عنونها المشاركون في القمة بمفهوم "القواسم المشتركة بين الذكاء الاصطناعي والبيانات". ويستجيب ذلك للاعتراف المتزايد بين أصحاب المصلحة بأن الموارد المتقاسمة يمكن أن تحفز مشاريع جديدة بشأن الذكاء الاصطناعي لتحقيق الصالح العام وتمكّن من تحقيق اقتصاد الحجم الكبير وتستحدث حوافز من أجل إعادة موارد جديدة ومحسنة لمجتمع الذكاء الاصطناعي لتحقيق الصالح العام.

وقد نظّم الاتحاد حدث هذا العام بمشاركة 32 وكالة من وكالات الأمم المتحدة الشقيقة ومؤسسة XPRIZE ورابطة أجهزة الحاسوب (ACM).

وقالت السيدة أنوشة أنصاري، عضو ورئيسة مجلس إدارة مؤسسة XPRIZE: "يسعدنا تمكن مؤسسة XPRIZE من حث الجمهور على التركيز على العمل عبر جهود تعاونية بين القطاعين العام والخاص والمنظمات الحكومية والبحثية والمالية ومنظمات الأمم المتحدة من أجل استنباط حلول تستخدم الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية، يمكن تحقيقها هذا العام وما بعده."

وأضافت السيدة فيكي ل. هانسون، رئيسة رابطة أجهزة الحاسوب: "لقد أثبت نهج القمة العالمية بشأن الذكاء الاصطناعي لتحقيق الصالح العام نجاحه". وأردفت: "لقد تأثرنا جميعاً بإصرار الخبراء المجتمعين على اتخاذ خطوات قابلة للعمل فضلاً عن قدراتهم الإبداعية والقدرات الواعدة لهذه المشاريع من أجل تلبية الاحتياجات الملحّة في المجتمعات. وإنه لمن دواعي فخر رابطة أجهزة الحاسوب أن تكون جزءاً من القمة ونحن نتطلع إلى الاستمرار في هذا التعاون الهام."

مقترحات المشاريع القائمة على الذكاء الاصطناعي الرائدة التي قُدمت في القمة:

مراقبة الزراعة والتنوع البيولوجي باستخدام التصوير الساتلي

ثلاثة مقترحات بمشاريع تستخدم تحليل التصوير الساتلي الممكن بالذكاء الاصطناعي من أجل التنبؤ بتآكل الغابات ومنعه وتتبع الماشية بدقة عالية وتوفير التحليلات البيانية من أجل التأمين الصغري لصغار المزارعين. وهناك مقترح بمشروع رابع يوفر البنية التحتية التمكينية والقدرات المشتركة - عبر "منصة خدمة عالمية" - لدعم مشاريع البيانات الساتلية الجديدة من أجل تحقيق إنجاز فوري.

الرعاية الصحية المحسنة بالذكاء الاصطناعي

خمسة عشر مقترحاً بمشاريع ترمي إلى تحسين وتوسيع نطاق الرعاية الصحية في مجالات تغطي الرعاية الأولية وتقديم الخدمة، واكتشاف الفقدان الوشيك للبصر وحالات التهاب المفاصل، وتكامل البيانات الطبية وتحليلها، ومراعاة الذكاء الاصطناعي في سياسات الرعاية الصحية، والاستجابة لحالات تفشي الأمراض وغيرها من حالات الطوارئ الطبية.

وناقش المشاركون أيضاً استحداث منصة جديدة للدراسات تكون مفتوحة للأطراف المعنية كافةً ويدعمها الاتحاد ومنظمة الصحة العالمية. وستقوم هذه المنصة بجمع حالات الاستعمال الخاصة بالذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية وتحديد أنساق البيانات وآليات قابلية التشغيل البيني اللازمة لتعظيم أثر حالات الاستعمال تلك.

التنمية الحضرية الذكية

سبعة مقترحات بمشاريع ترمي إلى دعم التنوع اللغوي داخل المدن ومكافحة العنف الجنساني وتوفير منصات اختبار افتراضية لمحاكاة مشاريع المدن الذكية. وتشمل هذه المشاريع استهداف تحقيق "إنترنت المدن"، وهي شبكة عالمية بمقدورها تبادل البيانات والمعارف والخبرات اللازمة لتكرار مشاريع المدن الذكية الناجحة في أماكن أخرى من العالم.

الثقة في الذكاء الاصطناعي

تسعة مقترحات بمشاريع تتناول ثلاثة أبعاد رئيسية للثقة في الذكاء الاصطناعي: ثقة أصحاب المصلحة في مجال الذكاء الاصطناعي في مطوري الذكاء الاصطناعي؛ والثقة عبر الحدود الوطنية والثقافية والتنظيمية؛ والثقة في أنظمة الذكاء الاصطناعي ذاتها.

وهناك مقترحات أخرى بمشاريع تسعى إلى بناء الثقة في إسهامات الذكاء الاصطناعي في الزراعة والصحة العقلية. وتبحث هذه المقترحات في استراتيجيات من أجل البلدان النامية للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، حيث تؤثر عملية الأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي على سوق العمل. وتبحث أيضاً في مدى اختلاف مفهوم الثقة بين الثقافات وتدرس الكيفية التي يمكن أن يشجع بها واضعو السياسات تطوير أنظمة للذكاء الاصطناعي تحوز الثقة ومجموعات بيانات غير منحازة.

وستدعم هذه المشروعات جهة حاضنة مقترحة من أجل التعاون متعدد القطاعات سعياً إلى بناء الثقة في الذكاء الاصطناعي، trustfactory.ai.

المزيد من المعلومات

دعمت قمة 2018 الجهات الراعية الذهبية: ACM وthe Kay Family Foundation والمملكة العربية السعودية ومؤسسة PWC والجهات الراعية الفضية: EY ومشروع the Zero Abuse.

والتخطيط جاري بالفعل لقمة عام 2019 العالمية بشأن الذكاء الاصطناعي لتحقيق الصالح العام. وللحصول على مزيد من المعلومات أو لتكونوا إحدى الجهات الراعية، يرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني: AI@itu.int.

موارد اضافية: